في خطوة غير متوقعة، قررت الممثلة الشابة مغادرة مشروع سينمائي تحول لاحقًا إلى أحد أكثر الأفلام الرومانسية شعبية عبر العصور. وقد كان ذلك بسبب الفارق الكبير في العمر بينها وبين الشخصية الذكورية الرئيسية.
وتُعتبر مسيرة ناتالي بورتمان في عالم السينما مثالًا يُحتذى به، حيث تعاونت مع مخرجين بارزين مثل جورج لوكاس ومايكل مان وتيم بيرتون، لكن هناك مخرجًا شهيرًا تم استبعاده من مسيرتها، رغم أنها كانت قد حصلت على فرصة للعمل معه: إنه بازي لورمان.
وفي العام 1997، كان لورمان يكيّف إحدى أعظم أعمال وليام شكسبير في فيلم "روميو + جولييت"، الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الشعبية، بمشاركة ليوناردو دي كابريو وكلير دانس، تتميز نسخة لورمان بأسلوبها المبتكر الذي يضفي طابعًا عصريًا على النص الكلاسيكي، ولكن المفاجأة كانت أن الدور كان مخصصًا في البداية لممثلة أخرى، بحسب موقع "ألوسينييه" الفرنسي المتخصص بالسينما.
وتقدمت ناتالي بورتمان، وسارة ميشيل جيلار، وجنيفر لوف هيويت، وكيت وينسلت، وكل منهن كانت تأمل في الحصول على الدور، لكن ناتالي كانت هي التي اختيرت في البداية. وهي في الثالثة عشر من عمرها، سافرت إلى سيدني لتجري اختبارات الأداء مع ليوناردو دي كابريو، لكن سرعان ما أصبح فارق العمر عقبة.
وفي حديثه مع "في برو سينما"، أوضح بازي لورمان قائلاً: "ناتالي كانت ممثلة موهوبة، لكنها كانت فتاة صغيرة بينما كان ليوناردو يبلغ من العمر 21 عامًا، وكان من المفترض أن يكون عمر شخصيته 18 عامًا. وهذا جعل الوضع يبدو غير مريح".
ورغم أنها كانت قد ظهرت في أفلام مثل "ليون" وMars Attacks! وHeat، فإن شكلها بجانب ليوناردو هو ما منعها من الحصول على الدور.ومع ذلك، كان من المثير أن الشخصيات التي ابتكرها شكسبير كانت في الأصل في أعمار صغيرة، حيث كان روميو 16 عامًا وجولييت 13 عامًا، ما جعل ناتالي هي الوحيدة التي كانت مناسبة تمامًا.
وقالت ناتالي في مقابلة مع "نيويورك تايمز" العام 1996: "قالت شركة Fox إن ليوناردو بدا وكأنه يعتدي علي عندما قبلني".وأضافت في مقابلة تلفزيونية: "كانت تلك وضعية معقدة بسبب فارق العمر، حيث كنت في الثالثة عشر وهو في الواحد والعشرين، ولم يكن ذلك مناسبًا في نظر شركة الإنتاج أو المخرج بازي (لورمان). وكان القرار متبادلاً بأنه لم يكن الوقت المناسب، وأعتقد أن الفيلم رائع جدًا وكلير دانس قامت بأداء مذهل. ببساطة، لم يكن الوقت مناسبًا".
كلير، الخيار المثاليوبعد ذلك، انطلقت عمليات البحث مجددًا للعثور على جولييت المثالية، وفي النهاية، حصلت كلير دانس على الدور، بعد أن اقترحتها جين كامبيون على بازي لورمان بعد أن أدهشتها في مسلسل "أنجيلا، 15 عامًا" (1994) عندما كانت كلير تبلغ من العمر 17 عامًا.
قال المخرج: "التقيت بكلير دانس، وما كان رائعًا هو أنها، على الرغم من صغر سنها، كانت تمتلك حكمة لا تتوفر لدى الكثيرين في سنها، كان ذلك مذهلاً".
وجاءت اختبارات الأداء مع ليوناردو دي كابريو، والتي أثبتت نجاحها. وأثناء الترويج للفيلم، اعترف دي كابريو بأنه معجب بشريكته الشابة، قائلاً: "دخلت كلير إلى الغرفة وأشعلت المكان، وكان لديها وجود قوي... لم تكن تحاول أن تكون تلك الزهرة الملائكية التي تمثل جولييت، كانت هناك، نقية وكاملة".
وحقق فيلم "روميو + جولييت" إيرادات تجاوزت 147 مليون دولار حول العالم، ومن ثم جاء "مولان روج"، الذي يُعتبر ربما الفيلم الأكثر شهرة لبازي لورمان، وما تبقى هو جزء من التاريخ.