للوهلة الأولى يبدو عنوان الفيلم المغربي "404.01" غير مألوف أو ربما لا يحمل الجاذبية الكافية، لكنه يظل جديدا ويثير الدهشة التي سرعان ما تتبدد حين يتبين للمشاهد أن العنوان هو اسم موجة إذاعية وتردد كهرومغناطيسي قادم من المستقبل ليكون شاهد عيان على سلسلة من الأحداث الغريبة.
يعد الفيلم، الذي يُعرض حاليا ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بمدينة طنجة، أول تجربة تتسم بالاكتمال والنضج من جانب السينما المغربية لاقتحام دراما الخيال العلمي على وقع التشويق والإثارة. يحكي الشريط السينمائي قصة "ليلى" ، الطبيبة التي تتسم بالتفاني والإخلاص في أداء مهنتها، لكنها ذات يوم وبينما كانت منهمكة في جراحة عاجلة لإنقاذ حياة شخص تعرض لحادث سير، تستقبل موجة غريبة عبر سماعة الأذن اللاسلكية "إيربود" تخبرها بأشياء غريبة وقعت بحياتها. وحين تلجأ الطبيبة لمتخصصين، يتبين أن موجة الراديو تلك تختلف عن كل الخصائص المألوفة للموجات المتعارف عليها.
تتصاعد الأحداث حين تحسم الأصوات المحمولة على الموجة حالة الشك لدى الطبيبة وتخبرها بكيفية الحصول على ثروة مفاجئة ومبالغ مالية كبيرة بطرق سهلة وسريعة. يبدأ الجانب المظلم في الظهور حين تسعى "الأصوات المستقبلية" بقوتها الغامضة ونفوذها المريب في توجيه الطبيبة إلى أعمال تخالف حسها الإنساني ومبادئها المهنية مثل المشاركة في إنهاء حياة أطفال صغار أثناء خضوعهم لجراحة.
هنا تدرك الطبيبة أنها وقعت في الفخ وتسعى جاهدة لمكافحة "الشر القادم من المستقبل" وقد انتابها إحساس غامض بأنها تمثل معركة أكبر تخوضها الإنسانية للحفاظ على القيم والمبادىء في ظل هيمنة التكنولوجيا وتوحشها.ويمزج الفيلم بين الخيال والواقع في تركيبة فريدة تطرح أسئلة حول الهوية ومخاوف إنسان العصر في شريط يمتد 100 دقيقة، إخراج يونس الركاب، بطولة حسناء المومني، ناصر أقباب، عبد اللطيف شوقي، عبد النبي بنيوي، صالح بوراخ.