أعادت خسارة مستثمرين من الخليج أموالا في بنك "كريدي سويس" إلى الأذهان كيف حرقت استثمارات خليجية في البنوك الغربية وصناديق التحوط خلال الأزمة المالية في عامي 2007 و2008.
وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي ألكسندر نازاروف إن الغرب كلما وقع في أزمة اقتصادية يعمل على حلها بواسطة أموال أو استثمارات خليجية، وكمثال على ذلك ذكر بأزمة العام 2008.
ولم يستبعد الخبير أن تكون استقالة عمار الخضيري رئيس البنك الأهلي السعودي، الذي كان المساهم الأكبر في مصرف "كريدي سويس"، جاءت نتيجة ضغط من الغرب.
ولفت نازاروف إلى أنه قبل أسبوع بين هذا البنك وبنك التصدير والاستيراد الصيني تم إبرام اتفاقية قرض باليوان الصيني، مرجحا احتمال أن تكون الاتفاقية وراء الاستقالة.
وقال نازاروف في منشور على قناته في تطبيق "تلغرام" اليوم الاثنين: "ينبغي النظر في استقالة رئيس البنك الوطني السعودي في سياق اتفاقية القرض الأول باليوان الموقعة قبل أسبوع بين هذا البنك وبنك التصدير والاستيراد الصيني. ربما هذا، وليس رفض إنقاذ بنك كريدي سويس هو السبب الحقيقي لاستقالة عمار الخضيري".
ورجح الخبير، أن "تكون الاتفاقية الخطوة الأولى نحو تحويل التجارة بين المملكة والصين إلى اليوان، بما في ذلك تجارة النفط". وأضاف، أن "كل هذا يمثل خطوة كبيرة نحو تخلي العالم عن الدولار، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على الولايات المتحدة".
سبب أزمة "كريدي سويس" هو الغرب
وعن أسباب أزمة "كريدي سويس"، أشار إلى أن "سبب الأزمة المصرفية في الغرب هو استمرار ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية الغربية. في ظل هذه الخلفية، يظل معدل الإيداع منخفضا، مما يؤدي إلى تدفق المودعين إلى الخارج. وعندما تبدأ البنوك في بيع السندات التي تم شراؤها مسبقا للتعويض عن هروب المودعين، فإنها تتكبد خسائر، حيث انخفض سعر السندات بسبب ارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية".
وأكد أن الأزمة المصرفية ناجمة بنسبة 100% عن تصرفات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والمركزي الأوروبي، لكن الغرب يريد أن يلقي باللوم على السعوديين في نظر الرأي العام العالمي.
وتابع نازاروف أن "السبب الثاني هو أن هناك الآن تدفقا للأموال من السندات الأمريكية، مما يزيد من تفاقم أزمة الديون الأمريكية وسط محاولات من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي لوقف طباعة النقود غير المضمونة".
سحب أموال عربية من الغرب سيكون ضربة قاسية لأمريكا وأوروبا
ولفت نازاروف إلى أن دول الخليج تعد من أكبر المستثمرين في الولايات المتحدة، بما في ذلك السندات الحكومية الأمريكية. سحب الأموال العربية سيكون ضربة قاسية لأمريكا وأوروبا.
وقال الخبير، إن "الغرب سيقمع أية محاولة من جانب المملكة العربية السعودية لرفض دفع تكاليف إنقاذ الغرب وسيقمعها بوحشية".
"وول ستريت جورنال": أموال خليجية تبخرت في "كريدي سويس"
وعن خسارة مستثمرين خليجيين أموالهم في"كريدي سويس" تؤكده صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، حيث أشارت إلى أن مستثمرين من السعودية وقطر خسروا أموالا، وقالت إن انهيار البنك أدى إلى "حرق" مليارات الدولارات من الاستثمارات الخليجية.
وتحدثت الصحيفة أن الاستثمار السعودي في "كريدي سويس" تم بناء على توجيهات من قبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في بنك "كريدي سويس" الذي انهار مؤخرا، ولفتت إلى الأمير السعودي وجه البنك الوطني السعودي، المدعوم من الحكومة السعودية، باستثمار 1.5 مليار دولار في البنك السويسري.