أكدت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، ان التجارة في العراق - الذي مزقته الحرب – اكتسبت نشاطاً جديداً في الوقت التي تواصل فيه الجهود لإنعاش الاقتصاد، فيما كشفت التفاصيل الكاملة لبرنامج ASYCUDAWorld المختص في الجمارك.
وتقول المنظمة في تقرير ترجمته السومرية نيوز، انه في أكتوبر 2023، أطلقت الدولة العراقية برنامج ASYCUDAWorld - وهو برنامج رائد لأتمتة الجمارك بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، لرقمنة عمليات التخليص الجمركي والحد من مخاطر الاحتيال وتسهيل التجارة عبر الحدود.
وبحسب التقرير، فان البرنامج - الذي يتوافق مع المعايير الدولية - يهدف إلى استبدال عمليات التخليص الجمركي اليدوية الورقية في العراق، مما يتيح للتجار استكمال جميع الأعمال الورقية اللازمة عبر الإنترنت لتوفير الوقت والتكلفة.
وشهد مطار بغداد الدولي - حيث ظهر نظام ASYCUDAWorld لأول مرة في العراق - نمواً في الإيرادات الجمركية بأكثر من 215% بين يناير ومايو 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وفقا للتقرير الذي كشف انه بين شهري يناير ومارس، ارتفعت معاملات الاستيراد في المطار بنسبة 120% مقارنة بالربع الأول من عام 2023، لتصل إلى أعلى مستوياتها في عقد من الزمان.
ويضيف التقرير، ان مجتمع الأعمال استجاب بفعالية للامتثال للإجراءات واللوائح الجديدة. فمنذ أكتوبر 2023، قدم أكثر من 2800 مُعلن حوالي 65600 إقرار إلى الجمارك من خلال ASYCUDAWorld.
وتم تشغيل البرنامج في أكبر 9 مكاتب جمركية في العراق والتي تمثل مجتمعة 81% من حجم التجارة الدولية للعراق، وفقا للتقرير.
وتشمل هذه العمليات الجمركية الواقعة على الحدود مع الدول المجاورة مثل الكويت والأردن والمملكة العربية السعودية، وكذلك في ميناء أم قصر المؤدي إلى الخليج العربي. وأشادت وزيرة المالية العراقية طيف سامي – بحسب التقرير - ببرنامج ASYCUDAWorld لمساعدة العراق على "تحقيق الانضباط المالي، وتقليص الأخطاء، وتعزيز كفاءة الموارد الحكومية، وتوفير المعلومات الدقيقة".
*شراكة طويلة الأمد مع دعم سياسي رفيع المستوى
ويبين التقرير انه تم التخطيط لاتفاقية إطلاق ASYCUDAWorld في مايو/ايار 2021، كجزء من شراكة العراق مع برنامج النظام الآلي للبيانات الجمركية (ASYCUDA) - وهو أكبر مشروع للتعاون الفني تديره منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية في أكثر من 100 دولة.
ويحظى هذا التعاون بالدعم الكامل والالتزام القوي من أعلى مستويات الحكومة العراقية، بما في ذلك مكتب رئيس الوزراء ووزارة المالية والمدير العام للجمارك، وفقا للتقرير.
وتقول شاميكا ن. سيريمان، مديرة التكنولوجيا والخدمات اللوجستية في منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية: "لقد كانت المشاركة الفعالة لهذه الدوائر الحكومية وغيرها، بما في ذلك الهيئة العامة للجمارك، حاسمة في ضمان نجاح المشروع حتى الآن".
وتبين سيريمان: "إن عمل ASYCUDA في العراق مستمر، ولكن حتى في هذه المرحلة، فإننا نشهد بالفعل زيادة في أحجام التداول وتعزيز إيرادات الحكومة".
ويضيف المدير العام للجمارك العراقية حسن حمود العقيلي: "إن نظام (أسيكودا) يوحد الإجراءات الجمركية في كافة المعابر والموانئ ويوحد عملية تحصيل الرسوم. كما يوفر معلومات دقيقة لصناع السياسات حول الواردات والصادرات، والسيطرة على حركة العملات، وتبادل الدولارات بين العراق والدول الأخرى"، بحسب التقرير.
*تمكين أصحاب المصلحة الوطنيين من تولي زمام المبادرة
يجمع عمل ASYCUDA في العراق 6 موظفين من منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى جانب فريق مشروع وطني يضم خبراء في تكنولوجيا المعلومات والجمارك.
بالتعاون مع فريق العمل، قامت العملية بتخصيص وتثبيت النموذج الأولي لبرنامج ASYCUDAWorld وتكييفه للالتزام بالقوانين واللوائح العراقية.
بالإضافة إلى ذلك، قام موظفو ASYCUDA بتدريب الفريق الوطني على استخدام النظام وصيانته بشكل مستقل، بما في ذلك الدورات التي عقدت في بغداد وزيارة ميدانية إلى مكاتب الجمارك في الأردن للتعلم من تجاربهم.
وبعد ذلك، قام الفريق الوطني العراقي بدوره بتدريب مستخدمي ASYCUDAWorld في العراق، مما ساعد أصحاب المصلحة الرئيسيين مثل شركات النقل اللوجستي والمصرحين وموظفي الجمارك على التعرف على النظام الجديد، بحسب التقرير.
ووفقا للتقرير، سيتم إطلاق ASYCUDAWorld في عرعر (التي تقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية) وطريبيل (التي تربط العراق بالأردن) بقيادة الفريق الوطني العراقي إلى حد كبير، مع دعم خبراء ASYCUDA الدوليين عن بعد.
*المساعي المستقبلية
تسعى الحكومة العراقية إلى إضفاء الطابع الفعلي على نظام ASYCUDAWorld في جميع المواقع الجمركية في جميع أنحاء البلاد بحلول منتصف عام 2025، بحسب التقرير الذي يؤكد انه بعد ذلك سيتم التركيز على تحديث الرقابة الجمركية وبناء "نافذة واحدة" إلكترونية للتجارة تعتمد على تكنولوجيا ASYCUDA .
ومن المتوقع أن تعمل هذه المنصة الشاملة التي تربط بين العديد من الوكالات الحكومية المشاركة في تخليص البضائع على أتمتة العمليات الجمركية وتعزيز الكفاءة اللوجستية والقدرة التنافسية التجارية للعراق.