07 Dec
07Dec

أثار التقدم الكبير الذي حققته المعارضة السورية من خلال سقوط المدن بشكل متتال تحت قبضتهم دون دعم أو إسناد خارجي، الاتهامات لتركيا باستغلال انشغال إيران بالتوتر في المنطقة، وروسيا بالحرب الأوكرانية، لدعم عملية المعارضة في الشمال السوري، الأمر الذي جدد الحديث في العراق حول تفعيل الجانب التجاري مع أنقرة واستغلاله كورقة ضغط لإيقاف المعارك المتصاعدة في الجارة سوريا والتي قد تمتد للبلاد.

إذ اتهم الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، اليوم السبت، كلا من تركيا واسرائيل بالتآمر على سوريا من خلال دعم التنظيمات المسلحة في اجتياح مناطق ومدن في البلاد وذلك بمباركة الولايات المتحدة الأمريكية، داعيا الحكومة إلى استغلال حجم التبادل التجاري مع انقرة لوقف المعارك في سوريا.

 يشار إلى أن العراق يتصدر بصورة مستمرة، قائمة المستوردين لأغلب السلع التركية، وغالبا ما تصدر بيانات تركية تفيد بحلول العراق في مراتب متقدمة، غالبا كثاني أو ثالث المستوردين لمختلف أنواع السلع، ومنها المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والأخشاب، وحتى المكسرات.

وقال العامري خلال مشاركته اليوم في مؤتمر “أبناء المجاهدين” السنوي الذي تقيمه منظمة بدر”، ، إن “ما يجري في سوريا مؤامرة تركية صهيونية بمباركة أمريكية”، مردفا بالقول، إن: “الكيان الصهيوني هو من يقود المشروع المشبوه في سوريا والمنطقة”.

وأضاف أنه “يجب على العراق ان يكون له موقف واضح مما يحدث في سوريا وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة”، لافتا الى انه “يجب استغلال حجم التبادل التجاري التركي العراقي الذي وصل إلى أكثر من 30 مليار دولار” في ايقاف دعم انقرة لتلك التنظيمات في سوريا”.

وأشار إلى أن “أهمية سوريا تكمن في تأثيرها المباشر على المنطقة”، معتبرا أن “الهجوم خير وسيلة للدفاع، ومن غير الصحيح أن نبقى نترقب التصعيد من بغداد”.

وتتعالى الأصوات داخل العراق، كلما أقدمت تركيا على فعل يثير غضب العراقيين، على استخدام التبادل التجاري بين البلدين كورقة ضغط على تركيا، لكن الحكومة العراقية لا تضع هذا الإجراء ضمن خياراتها، رغم تأكيدات خبراء الإقتصاد بجدوى هذا الخيار لو استخدم بشكل إحترافي.

وأعرب وزير التجارة التركي عمر بولاط، في 3 ديسمبر كانون الثاني الجاري، عن رغبة بلاده بزيادة حجم التبادل التجاري مع العراق ليصل الى 30 مليار دولار سنويا، حيث يصل حجم التبادل التجاري السنوي بين العراق وتركيا الى قرابة 20 مليار دولار.وتشهد الخريطة السورية تطورات متسارعة على صعيد توزع القوى العسكرية في ظل اشتعال المعارك في البلاد بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري، إلا أن المشهد لا يزال يميل إلى صالح المعارضة التي سيطرت على مساحات شاسعة من البلاد.

وبعد إحكام قبضتها على كل من حلب وإدلب وحماة، توجهت فصائل المعارضة المنضوية ضمن “إدارة العمليات العسكرية” إلى مدينة حمص حيث بسطت سيطرتها على مدينة الرستن الاستراتيجية، وبلدة تلبيسة وقريتي الزعفرانة ودير فول شمال المدينة.

كما سيطرت الفصائل المعارضة على قريتي تيرمعلة والغنطو شمال حمص، مشددة على أن “قواتها تواصل الزحف نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم”.

وعلى الرغم من إعلان بغداد مساندة النظام السوري، وتنظيم اجتماع ثلاثي مع وزراء خارجية طهران ودمشق، أمس الجمعة، لكن الموقف العراقي مازال مغلفا بالحذر من الأزمة السورية، حيث تحاول بغداد عدم الانجرار للمشاركة العسكرية في “وضع سوري ملتبس”، قد يهدد الأمن الداخلي بالخطر.

وشدد السوداني،أمس الجمعة، على أهمية التنسيق مع الدول العربية الشقيقة، للخروج بموقف موحد تجاه تحديات المنطقة، وفي مقدمتها التطورات في سوريا، وأكد لوزير الخارجية السوري بسام الصبّاغ، أن موقف العراق بالوقوف إلى جانب سوريا وشعبها، مشددا على أهمية الحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.‏

وخلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، أكد السوداني مواصلة العراق بذل الجهود الدبلوماسية الحثيثة في سبيل احتواء الأزمة في سوريا، لتأثيرها “الصريح على الأمن العراقي”، مشيراً إلى أن “ما يحدث في سوريا لا ينفصل عما شهدته غزّة ولبنان من أحداث تسببت في تهديد أمن المنطقة وزعزعة استقرارها”.

وكان الناطق باسم الحكومة باسم العوادي أكد، أمس الجمعة، أن العراق لا يسعى إلى التدخل العسكري في سوريا، فيما بين أن تقسيم سوريا خط أحمر للعراق.يأتي ذلك، في ظل تقدم قوات المعارضة السورية إلى أطراف محافظة حمص، بعد سيطرتها على حماة وحلب وإدلب.

وكان وزير الخارجية فؤاد حسين، أكد عقب الاجتماع أمس، أن بغداد ستبادر في محاولة “لعقد اجتماع لعدد من الدول لمناقشة الموضوع السوري”، مشددا على أن “قسما من الدول” التي قد تشارك في اجتماع بغداد “هي دول أعضاء في اجتماع آستانا”، فيما أشار إلى أن بغداد تواصلت “مع العديد من الزملاء ووزراء خارجية تركيا والإمارات والسعودية ومصر والأردن ودول أوروبية وسوف نستمر بهذه الاتصالات”، شدد على ضرورة حماية الأراضي العراقية وإبعادها “عن أي هجمات إرهابية”.

وخاطب زعيم تنظيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني،أمس الأول الخميس، في تسجيل مصوّر، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مطالبا إياه بـ”منع تدخل القوات الموالية لإيران في سوريا”، وفيما حذر من “تداعيات ذلك التدخل على الأوضاع الإقليمية”، مؤكدا أن “المعارضة السورية تطمح إلى علاقة جيدة معه في حال حكمها بعد إسقاط نظام بشار الأسد.ورفع العراق حالة التأهب العسكري، ونشر تعزيزات عسكرية شملت ألوية من الجيش ومن قوات الحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي مع سوريا.

وتعززت الحدود التي تمتد لأكثر من 620 كم، بخطوط دفاعية متلاحقة، شملت موانع تعتمد على أسلاك منفاخية وشائكة وسياج بي آر سي وجدار كونكريتي وخنادق، فضلاً عن العناصر البشرية وكاميرات حرارية، لرصد وصد أي هجمات أو تسلل حدودي.وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت مؤخرا عن مصادر، أن إيران نشرت عناصر من حزب الله اللبناني والفصائل الشيعية العراقية في سوريا لدعم الجيش السوري في صد التقدم “المفاجئ” للتنظيمات المسلحة التي استولت على مدينة حلب والبلدات والقرى المجاور.

وسبق أن نفى رئيس هيئة الحشد فالح الفياض، في 2 ديسمبر كانون الأول الجاري ، بشكل قاطع دخول الحشد إلى سوريا، مؤكدا أن الحشد لا يعمل خارج العراق.وقال الفياض، إن “توجيهات القائد العام للقوات المسلحة العراقية، محمد شياع السوداني، تضمنت زيادة التواجد وتعزيز القطعات على الجبهات”، موضحا أن “ما يحصل في سوريا له انعكاسات مباشرة على الأمن القومي العراقي”.

وأظهر رئيس الوزراء محمد شيّاع السوداني، موقفاً داعماً للحكومة السورية في ظروفها الحالية منذ اليوم الأول للهجوم الذي شنَّته الفصائل السورية المسلحة وتمكّنت من السيطرة على محافظة حلب ومدن أخرى، إذ أجرى اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد وكذلك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وأكد دعمه لدمشق.

ولم يكن عودة اشتعال الصراع في سوريا، مفاجئاً للرأي العام التركي، إذ منذ أكثر من شهرين، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وشريكه في التحالف القومي اليميني دولت بهجلي يتحدثان بشكل شبه حصري عن تحولات السلطة في الشرق الأوسط والعواقب السلبية المحتملة على أنقرة، والتي تتمثل على وجه الخصوص في حدوث تغيير محتمل لصالح الأكراد في سوريا.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة