كشف ناشط في مجال البيئة بمحافظة البصرة أقصى جنوبي العراق، اليوم الأحد، عن استعادة المحافظة لأشجار منقرضة، فيما تجرى اختبارات أشجار أخرى لغرض زراعتها مستقبلا.
وقال قاسم المشاط، في حديث له، ان "الأشجار في البصرة انقرضت لعدة اسباب، لعل أهمها التطرف المناخي، والإهمال نتيجة الحروب التي مرت على المنطقة"، لافتا إلى أن "من هذه الأشجار التي تم العمل على عودتها هي شجرة اللوز الهندي التي انقرضت من العراق عامة وليس البصرة فقط".
وبين، أن هذه الشجرة "كانت مسجلة في الفلورا العراقية ومحددة في شرق البصرة فقط، وتم العمل عليها منذ عام 2014 ولغاية عام 2016، حيث نجحت زراعتها بشكل كبير خلال الفترة الماضية".
أما الشجرة الثانية التي تم استعادة زراعتها، أوضح المشاط، أنها "شجرة السيسم، حيث كانت من أشجار البصرة القديمة، وقد انقرضت منذ تسعينيات القرن الماضي بعد الحرب"، مبديا أسفه بأن "البلديات المتخصصة لم تعطي الرعاية التامة لهذه الأنواع من الأشجار، ونحن كناشطين متخصصين في مجال البيئة أخذنا على عاتقنا إعادة إحياء هذه الشجرة، حيث اثبتت نجاحها من خلال النمو، ومقاومة ظروف البصرة المناخية ".
وبين المشاط، ان "هناك شجرتين أخرتين، وهما شجرة الكجلة، وشجرة البنجاميا المليتا، تحت الاختبار بغرض زراعتها في البصرة الفترة المقبلة، ففي مرحلة الاختبار نجحتا كلتا الشجرتين لمقاومة ظروف البصرة المناخية".
وأكد المشاط، أن "البصرة تميزت عن باقي المحافظات بزراعة الأشجار النوعية، كونها منطقة ومنفتحة على العالم الخارجي، ولا سيما دول شرق أسيا، حيث كانت تأتي الأشجار من هناك لغرض زراعتها في مناطق البصرة المتفرقة".
واوضح، ان "العمل مستمر على استعادة مكانة البصرة من ناحية زراعة الأشجار، ولا سيما التي انقرضت في السابق، فضلا عن السعي لإدخال أشجار جديدة تلائم مناخ البصرة، فالبصرة بحاجة إلى تنوع في نوعية النباتات المزروعة على أرضها لمواجهة التقلبات المناخية".