بعد مرور نحو إسبوعين على دخول قرار وزارة الصحة حيز التنفيذ بشأن فرض رسوم مالية جديدة على الخدمات الطبية في مؤسساتها والجدل والانتقادات التي أثيرت بشأنه، خرجت الوزارة، اليوم الأحد، لتبرر قرارها بأنه جاء للحد من الفوضى والعشوائية داخل المستشفيات.
ويعاني القطاع الصحي من أزمات كثيرة، وأبرزها نقص العلاج، إذ يعتمد العراق على الاستيراد بشكل شبه تام، وتعد شركة كيمياديا، هي الجهة الأبرز لاستيراد وتوفير العلاج في العراق، وهي تابعة لوزارة الصحة، ومسؤولة عن توفير كافة الأدوية للمستشفيات أو المذاخر الأهلية، ودائما ما يثار لغط حول هذا الملف، وتطرح شبهات فساد كبيرة فيه.وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر في تصريح تابعته “العالم الجديد”، إن “الوزارة تحرص على صحة المرضى الراقدين في المستشفيات، لهذا قامت بتخصيص اوقات محددة لزيارة المرضى”.
واوضح، ان “قرار الوزارة بشأن استحصال الاموال من الزائرين الراغبين بزيارة المرضى خارج اوقات الزيارة يهدف الى الحد من الفوضى والعشوائية داخل المستشفيات، بالاضافة الى اتاحة الفرصة للملاكات الطبية لإتمام الفحوصات اللازمة للمريض”.
واكد البدر، “حرص الوزارة على صحة المريض وكذلك الوقاية من انتقال العدوى للزائرين”، لافتا الى انه “خلال اوقات الدوام الرسمي تمنع زيارة المرضى من الساعة الثامنة صباحا الى الثلاثة مساء”.وبين أن “الأيام المخصصة لزيارة المرضى هي الجمعة والاثنين والاربعاء بدون اجور، اما باقي الايام فتكون بعد نهاية الدوام الرسمي وفق الأجور المحددة”.وفي سياق متصل ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة، أن “أعداد الوفيات والإصابات بمرض الحمى النزفية خلال العام الحالي بلغت 211 حالة منها 26 حالة وفاة و185 اصابة”.وبين ان “الاصابات والوفيات توزعت بواقع:ذي قار 40 اصابة و6 حالات وفاة، نينوى 26 اصابة و7 حالات وفاة، البصرة 18 اصابة، بغداد الرصافة 17 اصابة، 4 حالات وفاة، والكرخ 8 اصابات”.
وتابع: “واسط 14 اصابة وحالة وفاة واحدة، بابل 9 إصابات وحالة وفاة واحدة، ميسان 8 إصابات وحالتي وفاة، ديالى 7 إصابات، وحالة وفاة واحدة، اربيل 7 إصابات، المثنى 6 اصابات، دهوك 5 إصابات وحالة وفاة واحدة، كركوك 4 اصابات وحالة وفاة واحدة، النجف الأشرف 4 اصابات، الديوانية: 4 إصابات وحالتي وفاة، كربلاء المقدسة 3 اصابات، السليمانية 3 اصابات، صلاح الدين اصابتان، والانبار لا يوجد”، مبينا أن “مجموع الإصابات الكلي هو 185 اصابة بينها 26 حالة وفاة”.ولفت، الى ان “الاصابات بمرض الكوليرا تجاوزت 400 حالة، حيث سجلت 119 اصابة في محافظة السليمانية و109 في كركوك، بينما سجلت محافظة ديالى 107 اصابات”، منوها الى “عدم تسجيل أي حالة وفاة بسبب المرض”.
ويعتبر مرض الحمى النزفية من أخطر الأمراض الانتقالية المشتركة بين الحيوان والإنسان، حيث أن أعداد الإصابات تسجل ارتفاعا كل عام وبلغت معدل غير معتاد في العامين الأخيرين.والحمى النزفية، هي حمى فيروسية تنتقل عادة من الحيوانات المصابة للبشر عبر الدماء الملوثة أو اللحوم، مع أن الفيروس يموت عند طبخ اللحم المصاب والملوث بالفيروس بشكل جيد، إلا أنه ينتقل عبر الملامسة للحيوان المصاب ولحمه ودمه إذا ما لم يتخذ الإنسان الاحتياطات اللازمة عند ذلك.
ويبلغ الإنفاق الحكومي السنوي للفرد العراقي بالخدمة الصحية (200) دولار، أي 17 دولار شهريا.وتظهر بيانات منظمة الصحة العالمية أن الحكومة العراقية أنفقت خلال السنوات العشر الأخيرة مبلغا أقل بكثير على الرعاية الصحية للفرد من دول أفقر كثيرا، إذ بلغ نصيب الفرد من هذا الإنفاق 161 دولارا في المتوسط بالمقارنة مع 304 دولارات في الأردن و649 دولارا في لبنان وفقا لتقرير سابق.
وكان أحد الأطباء الاخصائيين في العاصمة بغداد، قد بين في حديث سابق لـ”العالم الجديد”، ان المؤسسة الصحية في العراق لم تتم متابعتها منذ عام 1962 في حين ان المنظومة الصحية في بريطانيا تقوم بعمل متابعة لنظامها كل عامين، وعلى سبيل المثال ان مستشفى القادسية في مدينة الصدر الذي يغطي حوالي اكثر من مليوني نسمة يضم خمسة اطباء اختصاص باطنية فقط، في حين كان لدينا سنة 1989، نحو 13 طبيبا اخصائيا.