تأتي أعياد نوروز في إقليم كردستان بنهكة مختلفة هذا العام نتيجة لحجم التحديات التي تواجهها العوائل في تلك المناطق، وبالرغم من تزامن عيد نوروز هذا العام مع شهر رمضان المبارك وأزمة تأخر رواتب موظفي الإقليم وما زاد الطين بلة هو موجة السيول التي حصلت خلال اليومين الماضيين، لكن الإدارات المحلية في محافظات إقليم كردستان قررت الاحتفال بإشعال شعلة نوروز والخروج في عدد من الشوارع، بعد موعد الإفطار.
ونوروز هو رأس السنة الكردية، ويحتفل به الكرد في جميع البلدان التي يتواجدون بها من خلال الخروج للمصايف والمناطق الجبلية، لكن تزامنه هذا العام مع شهر رمضان المبارك، وأيضا الأزمة المالية وموجة السيول التي تشهدها مدن البلد، ربما ستجعل لهذه المناسبة واقعا آخر.
اللجنة المنظمة للاحتفالات في السليمانية، أعلنت اغلاق شارع سالم الرئيسي وسط السليمانية وبدأ احتفالات نوروز ضمن فعاليات تتخللها عروض للفلكلور الكردي والأزياء والدبكات والأغاني الكردية.
بلدية أربيل من جانبها فقد أعلنت أن الاستعدادات جارية لحفل إيقاد شعلة نوروز على قلعة أربيل.
وقالت بلدية أربيل في بيان تلقته "النافذة"، ان "فرقها في مديرية هندسة حدائق أربيل، قامت صباح اليوم وبشكل حضاري وبمقاييس تصميمية جميلة لحفل ايقاد نار نوروز كرمز للعيد الوطني".
ويقول عدد من المواطنين إنهم سيحتفلون مع عوائلهم بالرغم من الأزمات التي يعانون منها، حيث لم يستطيعوا التهيئة والاستعداد بشكل كامل لهذه المناسبة.
بهزاد سلام وهو موظف في السليمانية يؤكد بأنه، لم يتسلم راتبه منذ 50 يوماً، ورغم أننا في شهر رمضان، بالتالي في هذه الأزمة لن نستطيع شراء الملابس لأولادنا ولا الاستعداد بشكل أمثل.
أما نوجين أحمد فيشير ، الى إن، "نوروز هذا العام لن يكون له طعم لعدة أسباب، أولها الأزمة المالية، وثانيا، اننا اعتدنا على أن نخرج للشوارع ونرتدي الملابس الكردية التي يتم خياطتها في هذه المناسبات، وفي يوم الـ 21 نخرج مع عوائلنا للمصايف والمناطق الجبلية"، مستدركا بالقول "لكن هذا العام نفتقد لهذه الأشياء، بسبب أزمة الرواتب وتزامن نوروز مع رمضان".
لكن عوائل أخرى ستخرج للاحتفال رغم كل الأزمات والظروف التي يعيشها الكرد، ولكنهم لن يفوتوا هذه المناسبة التي تعتبر عيدا قوميا لهم.
وتؤكد الباحث الاجتماعية والأكاديمية في جامعة السليمانية هيفار مصطفى إلى أن، نوروز هو من المناسبات التي يعتز بها الكرد، وهو ليس يوما عاديا، وبالتالي هنالك تقديس لهذه المناسبة واعتزازا قوميا بها.
وأشارت في حديثها ، الى ان "الاحتفال هذا العام لن يكون مثل الأعوام السابقة، ولكن هنالك تقاليد منها إيقاد شمعة نوروز التي تعبر عن التحرر والروح الثورية للكرد في مقارعة الاستبداد والظلم الذي واجهوه على مدى الأزمنة المختلفة".