10 Oct
10Oct

لم يكن عجزها الجسدي عائقاً، لأن حلمها في "الرسم للأمل"، كما اتخذت له اسماً لفنها، وهي "تصارع مع اللون والخط والكتلة لكي تجعل من نفسها شيئا آخر" كما وصفها شبيب مدحتي، وهو فنان تشكيلي من مواليد محافظة بابل العراقية، وهي تنال لاسمها موضعاً جديداً على جائزة عالمية،، تستحقها بكل جدارة.

وقال الفنان التشكيلي شبيب المدحتي في حديثه ، إن "الرسامة العراقية الملهمة سماء الأمير (12 آب 2003 ـ 16 كانون الأول 2020)، استطاعت من خلال موهبتها الفنية وتفكيرها الذي سبق عمرها، التعامل مع إعاقتها الجسدية من خلال طرح المشكلة إلى الفضاء اللوني، لكي تنقذ نفسها مما تواجه في حياتها، بأعمالها الفنية الغريبة التي لا تخلو من سعادة الأطفال ومرحهم، وهذا يمثل جزءًا من التحدي الذي قامت به سماء تجاه الإعاقة، فقد كانت تتصارع مع اللون والخط والكتلة لكي تجعل من نفسها شيئا آخر، حيث أن العديد من لوحاتها انعكاس شخصيتها ودواخلها وأحلامها على سطوح بيض صامتة تجعلها سماء تنطق قائلة.. هذه هي أحلامي".

وأضاف المدحتي، متسائلاً "هل كانت لوحاتها تعبر عن أحلامها وحدها؟"، مستدركاً بالقول: "كلا، لقد عبرت عن أحلام الآخرين مشتغلة على موضوعات الشعور الإنساني والتفكير الإيجابي والقيم الأخلاقية، فمن خلال فعالياتها التي أقامتها مع والدتها عبر شبكة الحياة لوحة رسم، ومع معارضها الفنية التي أقامتها في مكتبة الأجيال / دار الكتب والوثائق ودار ثقافة الأطفال ودائرة الفنون العامة ونقابة الصحفيين العراقيين ومشاركاتها بمعارض وفعاليات ومنصات دولية، لاحظنا تفاعل الأطفال والشباب مع موضوعات لوحاتها وكتاباتها الفتية وكذلك ثمة كبار وجدوا أن لوحاتها تعبر عن دواخلهم حين كانوا بعمرها".

وتابع المدحتي أن "هذا يعبر عن أحد ملامح إبداع سماء الذي لفت نظر مؤسسات عالمية قامت بتكريمها، كاليونسكو التي نشرت عن فنها مقالا في موقعها الرسمي وشبكات التواصل الاجتماعي لمناسبة يوم الشباب العالمي 2020، وكذلك مؤسسة تبادل الاستثمار المؤثر (Impact Investment Exchange- IIX) الدولية السنغافورية التي خصصت سنة 2021، جائزة عالمية باسم سماء، وهي (جائزة سماء الجميلة ـ Beautiful Samaa Award) للحب والجمال والعدالة، باعتبارها ملهمة للفنانين الشباب في العالم".

ويضيف مدحتي، أنه "بذلك تكون سماء أول فتاة عربية وعراقية تسمى جائزة عالمية باسمها. كان ذلك خلال فعالية مهرجان (SHE IS MORE) السنوية، وقد فازت بالجائزة رسامتان شابتان من المملكة المتحدة وروسيا، وجدت لجنة التحكيم أن لوحتيهما تجسدان قيم سماء".

وقد نشرت مؤسسة (IIX) مقالا في موقع ( The people of Asia) عن قوة الشباب وتشكيل صانعي الغد، وصفت فيه سماء الأمير بملهمة وصانعة تغيير تركت وراءها إرثا تطلب صلابة وإيجابية لا تتزعزعان، بالرغم من ولادتها بإعاقة جسدية شديدة عرقلت الكثير من روتينها اليومي الطبيعي، واختارت قصة حياة سماء واحدة من خمس قصص للشجاعة في العالم، بعد أن اختيرت لوحتها (امرأة تنشر السعادة في الحاضر والمستقبل) ضمن اللوحات الفنية المتميزة في مسابقة (SHE IS MORE) لسنة 2019، بحسب مدحتي.ويكمل مدحتي: "ها هي سماء، وعلى الرغم من مرور نحو أربع سنوات على رحيلها بسبب أمراض عدّة كانت من مضاعفات إعاقتها الجسدية المركبة، لا تزال تنبض بالحياة عبر إرثها الفني والفكري، تلهم الآخرين، مثلما ألهمت الفنان تميم التميمي ليقيم، مؤخرا، معرضا فنيا في دار الكتب والوثائق تحت عنوان (سماء الأمير.. حضور متجدد) تكريما لذكراها وأثرها".

وختم مدحتي بالقول: "سماء هي أصغر فنانة عربية رسمت بأسلوب ما بعد الحداثة وكان عمرها 14 سنة، كما إنها أصغر عضو لجنة تحكيم مسابقة دولية هي مسابقة (أرسم للأمل) التي أقيمت في المملكة المتحدة سنة 2020، وقد حازت سماء جوائز دولية كثيرة من كوريا الجنوبية وسنغافورة والمملكة المتحدة واستراليا والهند وبنغلادش والمغرب وكذلك من اليونيسيف وتكريمات من مؤسسات دولية وعربية وعراقية مختلفة، كما نشرت عنها صحف ومجلات عالمية كـ(Morning Star) و(Thalassaemia Matters) البريطانيتين، و(LE TEMPS) السويسرية الفرنسية، و(Pulso) و(Aulas Multicolores) الموقعين الإسبانيين".


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة