تتصاعد أرقام الإصابات بمرض الحمى النزفيَّة في محافظة ذي قار التي سجلت دوائرها الصحية ارتفاعاً مقلقاً بأعدادها، لم تكن مسجلة على مستوى البلاد من قبل.
وشددت وزارة الصحة مؤخراً على ضرورة الحذر لتحقيق الوقاية من الحمى النزفية نتيجة عدم وجود لقاح لهذا المرض سواء للإنسان أو الحيوان، وبينت أنَّ ذي قار تتصدر أعداد الإصابات المسجلة بالمرض.
وقال مدير شعبة السيطرة على الأمراض الانتقالية في صحة ذي قار الدكتور حيدر علي إنَّ "الإصابات منذ منتصف العام الماضي وحتى الآن بلغت 31 إصابة وهي زيادة مقلقة، بينها 9 وفيات".
وأضاف أنَّ "هذه الأرقام غير مسجلة سابقاً على مستوى البلاد"، لافتاً إلى أنَّ "المرض خطير ولا ينبغي التهاون في التعامل معه".
ويكون مربو المواشي والقصابون والمخالطون للمواشي أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، وتنتشر الحمى النزفية بلدغات الحشرات المصابة بالعدوى كالبعوض والقراد، أو عن طريق مخالطة الحيوانات المصابة أثناء ذبحها، وكذلك عبر تعرض الجروح لدم مصاب أو سوائل الجسم الأخرى كاللعاب.
وفي سياق ذي صلة، نفذت شعب الرقابة الصحية في عدد من قطاعات الرعاية الصحية الأولية في المحافظة حملة تفتيشية على محال الجزارة تمت خلالها متابعة مدى التزام أصحاب محال بيع اللحوم باتباع الشروط والتوجيهات الصحية والعناية التامة بالنظافة العامة.
ووزعت فرق الرعاية الصحية الأولية خلال هذه الحملات بوسترات صحية تدعو إلى تكثيف الجهود تلافياً لانتشار الحمى النزفية، وكذلك إرشادات وتعليمات الوقاية من المرض.وأرسلت وزارة الصحة مؤخراً وفداً عالي المستوى إلى ذي قار برئاسة مدير عام دائرة الصحة العامة وأيضاً مسؤولة المركز الوطني للسيطرة على الأمراض الانتقالية ومدير قسم الرقابة الصحية وفريق من قسم الإعلام والتوعية والجهات المعنية الأخرى كافة، وتم اتخاذ إجراءات عدة بالتنسيق مع الحكومة المحلية في المحافظة والوزارات والجهات الأخرى لاحتواء المرض.
والحمى النزفية الفيروسية هي مرض معدٍ يمكن أن يهدد الحياة من خلال تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، ما يجعلها تنزف وتعيق قدرة الدم على التجلط، وهي أنواع عدة، منها حمى الضنك والإيبولا والحمى الصفراء.