تسجل المدارس العراقية، بصورة شبه مستمرة حالات اعتداء على المعلمين والمدرسين من قبل الطلاب أو أولياء أمورهم، في الوقت الذي لا توجد فيه قوانين توفر لهم الحماية الخاصة والحصانة من الاعتداءات.
وفي هذا الشأن، شددت لجنة التربية النيابية، على ضرورة تشريع قانون حماية المعلمين والمدرسين والمشرفين والمرشدين التربويين رقم 8 لسنة 2018، يأتي هذا التأكيد بعد تكرار حوادث الاعتداء والضرب على الكوادر التعليمية في عدد من مدارس العراق.
وقال عضو اللجنة، جواد الغزالي إن “اللجنة وضعت تشريع هذا القانون ضمن اولوياتها داخل مجلس النواب، لكون الكوادر التعليمية والتدريسية تتعرض لاوضاع مزرية بسبب تمادي بعض اسر التلاميذ عليهم”، لافتاً الى أن “الفوضى العارمة هي التي تسيطر على القطاع التربوي داخل البلاد”.
واردف الغزالي، أن “التنشئة الاجتماعية داخل المجتمع العراقي، في العادة تختلف عما تشهده بلدان العالم، حيث تتأثر جوانب الثقافة والتربية داخل البلاد من ضمنها التلويح بالتهديد العشائري الذي يطال بعض المعلمين والمدرسين من قبل بعض عوائل التلاميذ”، مشيراً الى أن “بعض الاسر لا تعي مصلحة ابنهاؤها الطلبة على المستوى التعليمي، وفي نهاية العام الدراسي تقوم بعضها بالتهديد والتجاوز والاعتداء على الكوادر التعليمية والتدريسية”.
واضاف، أن “بعض الحالات، سجلت بما يعرف (الفصل العشائري)، وتمارسها بعض عوائل الطلبة بحق الكوادر التعليمية، الامر الذي خلق حالة من التوتر بين العوائل وبين افراد المؤسسة التعليمية، الامر الذي يدفع بضرورة تشريع قانون حماية المعلمين والمدرسين”.
وتابع، أن “المعلمين والمدرسين، ووفقاً لما يحصل من تداعيات وتهديدات يتعرضون لها، اصبح البعض منهم يؤدي مهامه كاسقاط فرض، خوفاً من المحاسبة واللجان التحقيقية والملاحقة العشائرية”، لافتاً الى أن “الوضع يستدعي وجود وقفة جادة من خلال احترام النظام والقانون، كما ان واحدة من اسباب التأخير في عدم اقرار هذا القانون هو غياب التوافقات النيابية بشأنه”.
واعلنت وزارة التربية في بيان غاضب يوم امس، ادانتها لتعرض مدرسين اثنين الى حادث اعتداء من قبل اولياء امور في البصرة.
وقالت الوزارة في بيان تلقته "النافذة" ان “وزارة التربية تدين تعرض مدرسين اثنين من ثانوية الشهيد محمد عبد العزيز الكنعان للبنين في محافظة البصرة إلى حادث اعتداء جبان من قبل عدد من أولياء الامور”.
واضافت، ان “وزير التربية وجه فورا بتشكيل لجنة قانونية عاجلة للدفاع عن الهيئات التعليمية والتدريسية”.
وبحسب افادات من شهود عيان، قام بعض اولياء الامور بالاعتداء على مدرسين اثنين باستخدام آلة الحراثة “الكرك” وادى الى اصابتهما في مناطق بالرأس، ونقلا على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج.