هدم منارة أثرية يشعل سجالاً بين حكومة البصرة ووزارة الثقافة
هدم منارة أثرية يشعل سجالاً بين حكومة البصرة ووزارة الثقافة
14 Jul
14Jul
أقدمت حكومة البصرة المحلية، اليوم الجمعة، على هدم وازالة جامع السراجي لتوسعة طريق ابي الخصيب جنوبي المحافظة .
وقال محافظ البصرة اسعد العيداني في مقطع مصور ان "الهدف من هدم جامع السراجي هو اكمال توسعة الشارع، تلبية لمطالب المواطنين وأصحاب المركبات بسبب الزحام الشديد كونه في منتصف الشارع ". وأضاف، ان "الحكومة المحلية ستقوم ببناء المنارة من جديد وتوسعة الجامع بما يليق بتاريخه ويتناسب مع الحركة العمرانية التي تشهدها المحافظة"، مبينا انه ستتم تسوية الارض وبناء الجامع من جديد بمواصفات عالية تليق بكافة المصلين." وتابع العيداني ان "عملية الازالة والهدم تمت بالتنسيق مع مدير الوقف السني في زيارته الاخيرة للمحافظة مؤخراً". إلى ذلك، أثار هدم منارة "جامع السراجي"، غضب وزارة الثقافة والسياحة والآثار، إذ توعدت باتخاذ الإجراءات القانونية. وذكرت الوزارة في بيان أنه "في الوقت الذي نؤكد فيه حرص دولة العراق حكومةً وشعباً على البناء والرُقي والتقدّم على كافة الاصعدة، إلا أننا نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمةً تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ أنها لا تُعد ملكاً لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، وإنما ملك التأريخ الحضاري والتراثي للعراق". وأكدت الوزارة "أننا سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الأرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصاً حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها الى داخل باحة المسجد". كما طالبت "الوقفين السني والشيعي بالتدخّل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيها في حالة السماح لهم بالتجاوز او تزوير الحقائق التأريخية". وجامع السراجي، وهو من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وبني في العام 1140هـ/1727م، ويقال إن الذي شيده عبد الوهاب باشا بن أحمد القرطاس في العام 1320هـ/1902م. وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1900 م2، ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجدد بناؤه من قبل مجموعة من المتبرعين في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وكان آخر تعمير وتجديد لهُ في عام 1421هـ/2002م، وتم ذلك على نفقة المحسنة (أم حميد التويجري)، وتقام في الجامع حالياً صلاة الجمعة وصلاة العيدين والصلوات الخمسة. وفي الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد، مبنية بالآجر القديم ونقشت بعض اجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيهِ مصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وبطول 11 متراً، وللحرم محراب مبني من الطابوق والأسمنت وعن يمينه منبراً محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب. ويعتبر الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديما حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضاً كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان أسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت وتمييزاً لهُ عن جامع مناوي لجم الصغير.