نشر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" يشير إلى أن نظام "الهوكو"، وهو نظام تسجيل الأسر في الصين، يعمل بمثابة "جدار خفي" يساهم في تفاقم أزمة "الهلاك السكاني" في البلاد.
ورغم الجهود التي تبذلها الحكومة الصينية لزيادة معدلات المواليد المتدنية، يعتقد القادة في بكين أن فئة معينة من السكان، وهم الأزواج الريفيون، هم الأكثر رغبة في إنجاب الأطفال.
لكن الواقع أظهر أن النظام الذي يُنظم الإقامة على مستويين، والذي يتطلب من العمال الريفيين ترك أطفالهم في القرى، أسهم في انخفاض معدلات المواليد بشكل غير متوقع.
ويُشير التقرير إلى أن الأبحاث تكشف عن تحفظات قوية لدى العمال المهاجرين الريفيين بشأن تكوين أسرة، والسبب الرئيس وراء ذلك هو نظام "الهوكو" الذي يعيد تقسيم السكان إلى فئتين: ريفيين وحضريين، ما يجعل من الصعب على العمال الريفيين اصطحاب أطفالهم معهم إلى المدن.
وصف التقرير النظام بأنه "جدار غير مرئي" أُنشئ للحد من تدفق السكان إلى المدن الكبرى، حيث يمنع هذا النظام العمال المهاجرين من الاستقرار بشكل دائم في المدن ويقيد وصولهم إلى الخدمات المحلية مثل الرعاية الصحية والتعليم، فضلًا عن تقييد حقهم في شراء عقارات.وبدأت الصين في تطبيق إصلاحاتها الاقتصادية في الثمانينيات، ما أدى إلى تدفق ملايين الأشخاص من القرى إلى المدن للعمل في المصانع أو مواقع البناء.
وفيما يتعلق بالعمال المهاجرين، فبسبب قيود الإقامة، غالبًا ما يبقى أطفالهم في رعاية الأجداد أو أقارب آخرين في القرى. وعندما يكبر هؤلاء الأطفال ليصبحوا بدورهم عمالًا مهاجرين، يرفض الكثيرون منهم فكرة إنجاب أطفال في المدن بعيدًا عنهم.وتُظهر الإحصاءات أن حوالي 48% فقط من سكان المدن في الصين يتمتعون بحقوق الإقامة في المناطق الحضرية، ما يعني أن نحو ربع مليار شخص يفتقرون إلى العديد من الخدمات والمزايا في المدن التي يعملون فيها.كما أن البيانات الصادرة عن وزارة الموارد البشرية والضمان الاجتماعي في الصين تشير إلى أن حوالي 22% فقط من العمال المهاجرين كانوا مشمولين في خطط التقاعد أو التأمين الطبي في أماكن عملهم في المدن بحلول العام 2017.
وبينما يرى بعض علماء السكان أن إلغاء نظام تسجيل الأسر قد يكون أحد الحلول المحتملة لزيادة معدلات المواليد، وهو أمر ذو أهمية كبيرة في ظل التراجع السكاني وشيخوخة السكان، فإن هناك مخاوف داخل الحزب الشيوعي الصيني من أن رفع القيود قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد المواليد بين الأسر الريفية، ما قد يفاقم المشاكل الاقتصادية ويسهم في استمرار الفقر.وعلى الرغم من سلسلة التدابير التي اتخذتها الحكومة الصينية لرفع معدلات المواليد، مثل توسيع تغطية تأمين الولادة لتشمل العمال المهاجرين، إلا أن وول ستريت جورنال توقعت استمرار انخفاض عدد المواليد في الصين.
وتشير البيانات الرسمية الأخيرة إلى أن إجمالي حالات الزواج في الصين في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بلغ 4.7 مليون، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 17% مقارنة بالعام السابق، ما يعكس تزايد التحديات التي تواجهها الصين في هذا الصدد.