18 Aug
18Aug

كشفت إحصائيات جديدة عن ارتفاع ملحوظ في عدد الرجال المقبلين على عمليات التجميل، أبرزها إجراءات تصحيح الأنف وشد الوجه وشفط الدهون وزراعة الشعر.ولم تعد عمليات التجميل اليوم تقتصر على المشاهير فقط، بل ارتفع عدد المقبلين عليها ليصل الشباب والأزواج الذين باتوا يبدون اهتماما واضحا لمظرهم، بل ووصل الحد ببعضهم لوضع مساحيق التجميل التي تخفى ندبات الوجه والتجاعيد، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الأسباب التي تدفع الرجال للاهتمام بصورتهم وجمالهم، على الرغم من أن هذه الإجراءات ظلت مرتبطة بالنساء لسنوات طويلة. 

الرضا عن النفس"

وبهذا الخصوص، تقول الدكتورة سحر العجمي استشاري تنسيق القوام والتجميل إن الإجراءات التجميلية خاصة الشائعة منها مثل شد الوجه وحقن البوتوكس له علاقة بوعي الرجال، ورغبتهم في الظهور بملامح جميلية وأصغر سنا، بحسب قولها.

وأضافت العجمي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "بعض عمليات التجميل مثل تصحيح الأنف وشد الوجه وشفط الدهون وزراعة الشعر عمليات مقبولة، وتجعل الشخص يرضى عن نفسه، خاصة إن كان عمله يتطلب أن يصبح بمظهر حسن".

وأشارت الطبيبة المصرية إلى أن عمليات التجميل ليست مرتبطة بالنساء فقط، فالهدف منها هو الظهور بشكل أفضل، سواء كان المقدم عليها رجلاً أو امرأة.وحول وضع بعض الرجال المكياج أوضحت الدكتورة أن هذا يدل على انعدام الهوية، لافتة إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا كبيرا في انتشار هذه الظاهرة وتطبيعها، حيث بات الرجال يقلدون المشاهير الذين يبدون بمظهر حسن وشكل جميل رغم تقدمهم في العمر.ونفت الدكتورة العجمي أن يكون السبب وراء استخدام الرجال لمستحضرات التجميل هو رغبة الزوجة أو الشريكة؛ لأن المرأة بطبعها تحب الملامح الرجولية.


"تغير المفاهيم"

من جانبه، يرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور سعيد صادق أن عمليات تجميل الرجال ظاهرة منتشرة في العالم اليوم، مؤكدا أنها مرتبطة بالحداثة وتغير المفاهيم التقليدية عن الذكورة والأنوثة.وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز" الرجل الذي يهتم بتجميل نفسه عكس الصورة التقليدية يطلق عليه metrosexual حيث يهتم بمظهره وأناقته وشراء الملابس الجديدة واستخدام كريمات البشرة وصبغ شعره الأبيض، وهي ظاهرة منتشرة في العالم ومرتبطة بالحداثة وتغير المفاهيم التقليدية عن الذكورة والأنوثة.وحول الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة قال صادق "هناك عدة عوامل ساعدت على ظهور تلك الظاهرة مثل تغير المواقف المجتمعية تجاه تعريف الرجولة ومظاهرها، والتركيز المتزايد على العناية الجمالية الشخصية والموضة في وسائل الإعلام، وجهود التسويق التي تبذلها صناعات التجميل والموضة التي تستهدف الرجال عوضا عن التركيز فقط على النساء وهو سوق واعدة".

وتابع "تغيرت وطمست الأدوار والأنماط التقليدية للجنسين، فهناك رجال يطبخون ويساعدون زوجاتهم في أعمال المنزل، ولم يعد الكثيرون ينظرون إلى ذلك بصورة سلبية".وأشار أستاذ علم الاجتماع إلى أن بعض الوظائف تتطلب حسن المنظر والهندام والصحة من العاملين؛ وهكذا أصبح من المعتاد أن صالونات الرجال تدخل فيها خدمات تقليم الأظافر، وصبغ الشعر، والصيدليات بها كريمات ضد الترهل والتجاعيد مخصصة للرجال، بحسب رأيه.

وفي النهاية نوه "بعض النساء يتقبلن ويفضلن هذا النوع من الرجال، بينما النساء التقليديات قد لا يفضلن هذا النوع، لكنه ظاهرة تنمو مع التسويق، ورغبة بعض الرجال أن يتمتعوا بمظهر حسن وشباب دائم؛ ولذلك ليس من المنتظر أن تضعف تلك الظاهرة، بل ستزداد وتنمو أكثر، وتصبح مع مرور الزمن عادية".


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة