06 Nov
06Nov

بين من يعتبر "قبعة ترامب الحمراء" أداة استراتيجية استطاع أن يستثمرها على أحسن وجه، في استمالة الناخبين الأمريكيين، وبين من يصفها بأنها لا تعدو كونها أحد المنتجات التي استُثمرت لتكون مصدر تمويل للحملة الانتخابية، للمرشح الجمهوري المحكوم بعقليته الاستثمارية، والتي تطغى بشكل لا يقبل الشك على شخصيته السياسية، بحسب ما يشير محللون.لكن يبدو أن ترامب قد فاق كل التوقعات، بأن وظّف "رمزه الأحمر" مادياً ومعنوياً، في خدمة حملته الانتخابية بكل المقاييس.

فما سر القبعة التي أصبحت رمزاً مميزاً لحملة المرشح الجمهوري؟

تعود هذه القبعة إلى عام 2016، حيث ارتداها ترامب في تجمعاته الانتخابية، لتصبح واحدة من أكثر الإكسسوارات السياسية شهرة في التاريخ الأمريكي الحديث.

 لكن لماذا اختار ترامب هذه القبعة؟

وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، يعتبر البعض أن اختيار اللون الأحمر كان "استراتيجياً"، حيث يُعتبر لونا قويا وبارزا في الثقافة الأمريكية.وتُعدّ هذه القبعة بمثابة إعلان واضح للهوية السياسية لترامب، والتي محورها الوطنيّة والعودة إلى العظمة الأمريكية، وقد أُدرجت كرمز للمعارضة ضد ما اعتُبر سياسات "التغيير الكبير" التي فرضتها إدارة أوباما.

وفي مقابلة مع "الغارديان"، قال الباحث السياسي جيمس ميكنيس، إن القبعة الحمراء ساعدت في تعزيز صورة ترامب كمرشح "غير تقليدي"، بعيدا عن المؤسسات السياسية التقليدية، كما أنها أضفت لمسة من الفولكلور الشعبي.حيث يرى البعض أن القبعة قد تكون أداة نفسية فعّالة للتواصل مع الناخبين، من خلال تجسيد فكرة "الاستقلالية" و"التحرر" من القيود التقليدية.

وتجاوزت شهرة القبعة الحمراء الحدود الأمريكية، حتى أنها أصبحت عنصرا من عناصر الثقافة الشعبية، حيث أُدرجت في العديد من المقالات الصحفية، كما تطرقت صحيفة "واشنطن بوست" إلى كيف أن القبعة أصبحت "رمزًا لتوحيد المعجبين بترامب وتفريقهم عن منتقديه".

كل ذلك يشير بحسب المحللين، إلى أن القبعة الحمراء بلونها والشعبية بشكلها، لم تكن مجرد خيار تصميمي، أو أداة للفت الانتباه، بل كانت "سلاحا" سياسيا واستراتيجياً بحد ذاته، وبما أنه ارتداها سابقاً في انتخابات عام 2016 التي انتهت بفوزه، فربما يرجو ترامب أن تكون القبعة تميمة حظه السعيد هذه المرة أيضاً.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة