يحرص النجوم والمشاهير دائمًا على الظهور في أفضل صورة أمام الجمهور، إذ يحرصون على إخفاء أي عيوب سواء في وجوههم أو أجسامهم، ليخرجوا دائمًا في أفضل صورة، حتى وإن اختلفت ملامحهم عن الحقيقة.
بعض المشاهير يلجؤون لعمليات التجميل، وآخرون يعدلون صورهم عبر برامج الفوتوشوب، بينما يفضل آخرون استعمال "الفلاتر" التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي لإخفاء أي عيوب في البشرة أو الوجه.
وأصبح "الفلتر" سمة أساسية وأسلوبًا لا غنى عنه لدى المشاهير، ولا يقتصر استعماله على الفنانات فقط، بل يحرص بعض الفنانين الرجال على استخدامه أيضًا؛ ما يُعد ظاهرة تستحق البحث والتنقيب عن الأسباب النفسية، والدوافع التي تجبرهم على الظهور بلا عيوب.
"شباب دائم"
وبهذا الخصوص، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بإحدى الجامعات المصرية إن جمهور النجوم والمشاهير لديه اعتقاد أنهم يتمتعون بشباب دائم، ولا تتغير ملامحهم مع تقدم العمر، لذلك تراهم يسعون لإرضائهم من خلال تقديم أفضل صور لهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب قوله.وأضاف صادق في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز": "قد يستخدم المشاهير الفلاتر وبرنامج الفوتوشوب على صورهم العامة على وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين مظهرهم، أو الحفاظ على صورة معينة لهم بعين الجمهور، أو التوافق مع معايير الجمال العالمية، أو ببساطة لتقديم نسخة مصقولة عن أنفسهم للجمهور، ويمكن أن يساعدهم ذلك أيضًا على التميز في صناعة تنافسية، حيث غالبًا ما يتم التركيز على المظهر".
وتابع أستاذ علم الاجتماع: "بعض السياسيين والحكام أيضًا مثل القذافي وغيره استخدموا صبغات وعمليات شد الوجه وغيرها ليظهروا دائمًا أنهم شباب، وليسوا ضعفاء يمكن إزاحتهم عن مناصبهم، لذا فإن هوس الفلاتر والظهور بمظهر أصغر مقتصر على الفنانين فقط. الأشخاص العاديون أيضًا أصبحوا يحرصون على استخدامه دائمًا".
"خسارة مادية"
من جانبه يرى الطبيب النفسي الدكتور جمال فرويز أن المشاهير دائمًا يحاولون الظهور بشكل أصغر من أعمارهم الحقيقية، لأن ذلك يجعلهم مطلوبين دائمًا لدور البطولة، وإلا فإنه سيتم إسناد أدوار صغيرة كأدوار الآباء، لذا فإن المظهر بالنسبة إليهم "أكل عيش"، بحسب وصفه.وأضاف فرويز في حديثه مع "إرم نيوز" بعض الفنانين تخطوا الخمسين من أعمارهم، وما زالوا يقدمون دور الشاب، لأنه إذا أهمل أحدهم في مظهره سيخسر ماديًّا، لذا هو حريص دائمًا أن يظهر بمظهر الشاب، حتى يقدم إعلانات، ويأخذ أدوار بطولة، ولا أحد يستطيع أنْ يلومه، لأن هذا مصدر دخله، ويحاول الحفاظ عليه".
ولفت الطبيب النفسي إلى أنه ليس هناك أسباب نفسية، موضحًا أن المجتمع لا يضغط عليهم، بل هم من يرغبون في ذلك للأسباب سالفة الذكر، مشيرًا إلى أن هاجس الخوف من تقدم العمر وظهور ملامح الشيخوخة أمر موجود عند الجميع، حتى من غير المشاهير، إلا أنه عند المشاهير أكبر، وسيظل مسيطرًا على المشاهير طيلة أعمارهم، بحسب قوله.
"أمر مباح"
ترى الفنانة السورية مادلين طبر أن استخدام "الفلتر" في صور الفنانين أمر مباح ومستحب، ما دام في إطار المعقول، ولا يغير ملامح الشخص.وأوضحت لـ "إرم نيوز" "جميعنا يحب أن يظهر بشكل جميل، سواء أكان رجلًا أم سيدة، ولكن استخدام الفلتر المبالغ فيه والذي يغير الملامح، أمر مضحك، ويظهر الفنان بشكل مسيء".وأشارت إلى أن الفلتر من الممكن أن يكون "لطيفًا"، ولكن يجب أن يكون دون مبالغة، مضيفة: "أنا مع استخدام كل ما يجعلك سعيدًا وجميلًا ما دام لم تؤذ أحدًا".
بوسي شلبي والفلتر
وسألنا الإعلامية بوسي شلبي، والتي تحرص دائمًا على استخدام الفلتر في كل الصور والفيديوهات التي تشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن الأسباب التي تجعلها تحرص على استخدام "الفلتر"، لترد قائلة "احنا مش بنحط فلتر".كانت بوسي شلبي تعرضت لموقف محرج من مواطنها الفنان عمرو يوسف؛ بسبب استخدام الفلتر المبالغ فيه خلال صورة جمعت بينهما في إحدى المناسبات فنية، حيث جاء الفلتر على عمرو يوسف، وأظهره على وجهه مساحيق تجميل ورموش طويلة.وعلق عمرو يوسف على الصورة قائلًا آنذاك "من حفل مهرجان الدراما في العلمين وعمري ما هتصور مع بوسي شلبي تاني".