15 Jul
15Jul

كشف البروفسور والباحث الأكاديمي الهندي الدكتور مجيب الرحمن الندوي تفاصيل آلاف المخطوطات العربية النادرة في بلاده، التي تعاني الإهمال، مشددًا على ضرورة التدخل السريع لإنقاذها، مشيرًا في حوار مع "إرم نيوز" إلى أن عدد تلك المخطوطات يقدر بـ 55 ألف مخطوطة.

 ويعد الندوي أحد أبرز المتخصصين الأكاديميين في اللغة العربية وآدابها في الهند وآسيا، وفضلًا عن التحدث بلغة الضاد بطلاقة، فقد ترأس سابقًا مركز الدراسات الأفريقية والعربية في جامعة "جواهر لال نهرو" التي يعمل فيها حاليًا أستاذًا للأدب العربي، كما ترجم العديد من الأعمال ما بين الأردية والعربية والإنجليزية، فضلًا عن تأسيسه مجلة "قطوف الهند" التي تصدر بالعربية ويترأس تحريرها.

 وأوضح الندوي أن المخطوطات العربية في الهند بحاجة إلى جهود ضخمة لتحقيقها وتصنيفها وفهرستها ولا بد من تدخل مؤسسات عربية وإسلامية لإنقاذها، مشيرًا إلى أنها تتنوع في موضوعاتها، ويعود بعضها إلى القرن الأول الهجري، ومن أبزرها مخطوط "تحفة الغريب" للدماميني و"التبيان لتفسير القرآن" لأبي جعفر الطوسي و"تاريخ دمشق" لابن عساكر.

ولفت إلى أن المخطوطات تتوزع على عدد من المكتبات العامة والجامعات والمتاحف إذ تضم على سبيل المثال مكتبة "خدا بخش" بمدينة "بتنه" 9 آلاف مخطوطة، كما يحتوي متحف "سالار كونج" بمدينة "حيدر آباد" على عدد من روائع المخطوطات النفسية التي يتجاوز عددها الألفي مخطوطة.وتتوزع بقية المخطوطات على "الجمعية الآسيوية" التي أسسها الإنجليز في "كلكتا" وجامعات "دلهي" مثل "الجامعة الملية الإسلامية" و"همدرد" و"مولانا آزاد". 

دراسة اللغة العربية

وحول الأسباب التي جذبته لدراسة اللغة العربية والتعمق فيها، أشار إلى أنها لغة القرآن الكريم، وكذلك ثراء التراث الأدب العربي، من الشعر إلى الفلسفة إلى العلوم، فضلًا عن الحفاوة الكبيرة التي نالها من العرب. وفيما يتعلق بواقع لغة الضاد في الهند حاليًا، أشار إلى توفر العديد من المؤسسات التعليمية، كالمدارس الدينية التي يزيد عددها عن ثلاثين ألف مدرسة، والجامعات والكليات التي تُدرّس اللغة العربية، كلغة دينية وأدبية وثقافية، كما تكتسب اللغة العربية أهمية خاصة لدى المسلمين الهنود، إذ تُستخدم في الصلوات والدروس الدينية وقراءة القرآن الكريم.

ومع ذلك فهناك تحديات عديدة تواجه العربية مثل تفضيل اللغات الأخرى الأكثر استخدامًا في الحياة اليومية والأعمال، كالإنجليزية، إضافةً إلى التحديات التي تفرضها التكنولوجيات الحديثة في الوُجود الرقمي وتطوير المحتوى الإلكتروني.وعن سر ولعه بالأدب العربي الحديث، أوضح أنه ينبع من جمال وثراء هذا الأدب، الذي يحمل بين طياته تاريخًا عريقًا وثقافة غنية تعكس تنوع الحضارات التي تفاعلت معها اللغة العربية على مر العصور.كما أن الأدب العربي يمثل نافذة لفهم عميق للتراث الفكري والفلسفي للعالم الإسلامي، وقد أسهم في تشكيل الفكر العالمي في مختلف الثقافات.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة