25 Sep
25Sep

على خشبة المسرح الوطني الفنلندي، يتواصل حاليا عرض مسرحية (البرتقال) من تأليف الفنان العراقي باسم قهار. ساهم في انتاج العرض فريق عمل متخصص ومحترف، بدءا من المترجم الى اللغة الفنلندية سامبسا بيلتونين، الذي عرف بترجمته للعديد من الاعمال أدبية والروائية من العربية والفرنسية الى اللغة الفنلندية. 

تقدم المسرحية شخصان مختلفان، مغنية وشاعر يلتقيان بالصدفة عندما يتعرض الشاعر للضرب في الشارع بعد القائه قصيدة حث فيها المستمعين على التمرد.

 بعد سنين، تلتقي المغنية المحبطة جانيت، التي هربت من منزلها لتكون مغنية وحطمت الحرب حلمها بالنجومية واضطرت للعمل في الملاهي الليلية، مع الشاعر رباح الذي أصبح مدمنا للخمرة ويعيش حياة بوهيمية وتقوده كتاباته المتمردة الى مستشفى الامراض العقلية، فتساعده للخروج من المستشفى. انهما وحيدان، لكنهما يبحثان عن رابط ما بينهما. 

انهما مختلفان، هي تبحث عن ماض، تتعلق بالحكايات وهو يهرب من ماضيه. تتذكر جانيت انهما التقطا صورة في حديقة الحيوان، وتتذكر تفاصيل جلسة التصوير وكيف أعطاها برتقالة للامساك بها أثناء التصوير. ينفي الشاعر وجوده في الصورة، وإن تذكر البرتقال. المسرحية لا تحوي حكاية لها بداية ووسط ونهاية. المسرحية عبارة حوار طويل متواتر، استمر لمدة ساعة ونصف بين شخصين يستعرضان أفكارا وصورا ذهنية.

 أخرج العرض ببراعة الفنان الفنلندي يارنو كوسا، الممثل والمخرج، الحامل لدرجة الماجستير من المعهد الفنلندي المسرحي عام 2012، ويوصف بان مجمل اعماله تهتم بتقديم واقع الانسان بشكل ساخر. قدم العرض ببراعة النجمان الفنلنديان ميري نينونين ونيكو ساريلا.

 عرف عن الفنانة الفنلندية ميري نينونين بالإضافة إلى عملها وتقديم أدوار مختلفة على خشبة المسرح الوطني الفنلندي، أشتراكها في عروض قدمت على خشبة العديد من المسارح الفنلندية، وكان لها حضور بارز في المسلسل التلفزيوني الفنلندي (ثواني) ، اما الفنان نيكو ساريلا فيعتبر ضيفا على المسرح الوطني الفنلندي، بعد انقطاع عنه دام عشرين عامًا.

 وهو ممثل أساس في الفرقة الدائمة لمسرح KOM، المحسوب على قوى اليسار.في حديث مع المخرج الفنان الفنلندي يارنو كوسا بعد العرض الاول قال للمدى، ان المسرحية تحكي عن مصائر الانسان، ففي الوقت الذي يريد الشاعر نسيان كل شيء، تتمسك المغنية بأصغر الحكايا، انهما مختلفان تماما، لكنهما يبحثان عن ما هو مشترك.

 فهما إذ يختلفان على أشياء كثيرة، إلا انهما يتفقان على لحظات الصمت. أن تكرار الصمت كثيرا في حوارهما، الذي أكد العرض على ابرازه، يأتي كعامل مشترك لعذابهما وحيرتهما. أغراني اخراج النص، لأني وجدته ليس تقليديا، وأذهلني كونه يتحدث عن هموم كونية يعاني منها الانسان في كل مكان بفعل الحروب والأزمات الاجتماعية.

الفنانة الفنلندية ميري نينونين التي التقيناها بعد العرض أخبرت المدى انها كانت مبهورة بفكرة استخدام البرتقال، كرمز للحياة، للتعلق بالحب، وحين سألت المؤلف عن كيفية اقتباسه للأمر أخبرها بأن صديق له أعتاد دائما تقديم برتقالة في لقائه لحبيبته، وقالت انها عرفت ان بعض مدن العراق مشهورة بانتاج برتقال مميز.

الفنان العراقي، باسم قهار، الذي حضر خصيصا الى هلسنكي، لحضور العرض الأول للمسرحية، قال للمدى: أنه فخور بعرض مسرحية (البرتقال) على المسرح الوطني الفنلندي وأشاد بالعرض، وطاقم العمل، خاصة الممثلين والمخرج، وقال انهما قدما اداء عاطفيا مبهرا، في عرض نصه بروح فنلندية. 

ويذكر انه بعد نهاية العرض جرى حفل تكريم لطاقم العمل واحتفاء بمؤلف العمل، شارك فيه المدير العام للمسرح الوطني الفنلندي، وقدمت باقات الورد للعاملين، منها باقة ورد قدمها الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز للفنان باسم قهار باسم أصدقائه العراقيين وقال بعد شكر طاقم العمل والممثلين، ان الفنان باسم قهار يصنع التاريخ بكون نصه المكتوب بالعربية أساسا يقدم بالفنلندية كأول مسرحية تُعرض على المسرح الوطني الفنلندي.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة