بعد ارتفاع أسعار خدمات طب الأسنان في سوريا، بات وضع "تلبيسة" أو ما يسمى بالعامية "جسرًا خزفيًّا" يحتاج إلى خمس ملايين ليرة في بعض الأحيان، تبعًا لعدد الأسنان التي تحتاج إلى إصلاح، وحسب نوع المادة التي صُنِعت منها تلك التلبيسة، وخبرة الطبيب، وما إلى ذلك.هذا ما جعل كثيرين يتخلون عن التيجان الخزفية، أو تلك الأعلى سعرًا المصنوعة من الزيركون، واستبدلوها بتلبيسات بلاستيكية مؤقتة، أقل سعرًا بكثير، ويعد من الناحية الصحية بديلًا جيدًا.وكشف موقع أثر برس أن هذا الخيار جاء نتيجة الأسعار المرتفعة للتاج أو التلبيسة المصنوعة من الخزف وهي الأكثر انتشارًا، وتصل لنحو 200 ألف ليرة سورية، في حين أن تاج الزيركون يصل سعره إلى ما يقارب الـ250 ألف ليرة سورية، على حين تاج البلاستيك فإنه في أفضل الأحوال لن يكلف المرء أكثر من 10 آلاف ليرة سورية.
ونبه أحد مديري مخابر الأسنان أن هذه الأسعار لن تجدها إلا في الأحياء الشعبية، على حين تبلغ الضعف في بعض العيادات ضمن الأحياء الراقية. وأشار مدير المخبر إلى أن تلبيسة البلاستيك ليست جديدة، بل هي عادة قديمة كان يُلْجَأ إليها سابقًا بِعَدِّها "تلبيسة مؤقتة" ريثما تُجَهَّز تلبيسة الخزف أو الزيركون، وكانت تبقى في الفم مدة تبلغ 15 يومًا بأعلى تقدير، إذ يتمكن المريض من تناول الطعام والكلام جيدًا، ولكن مع ارتفاع تكاليف التيجان بدأ الناس يلجؤون إليها بوصفها حلًّا دائمًا.وعن صلاحية الأسنان البلاستيكية، أوضح المخبري أنها قد تبقى في الفم مدة تتجاوز العامين أو الثلاثة حسب الاعتناء بها، بمعنى أنه لا فرق بينها وبين الخزفية إلا من ناحية طول الزمن الذي تبقى فيه صالحة، منبهًا إلى عدم وجود مشكلات صحية تتعلق باستخدامها في حال اعْتُنِي بها، ونُظِّفت الأسنان دائمًا.
وأوضح المخبري من خلال مشاهداته اليومية أن النساء هم أكثر من يستخدم هذا النوع من التلبيسات، وخاصةً عندما يتعلق الأمر باقتراب مناسبة معينة، يردن فيها أن يظهرن بأسنان سليمة وابتسامة لائقة. ومن المعروف أن ارتفاع أسعار التعويضات السنية في سوريا، يرجع إلى أن معظم موادها المستوردة بالقطع الأجنبي، وبسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، إضافة إلى جشع بعض أصحاب المستودعات التي تبيع تلك المواد بالأسعار التي تناسبها، نتيجة عدم وجود رقابة حقيقية.