10 Aug
10Aug

أفادت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية بأن السعودية تعمل على استقطاب الأجانب ذوي الخبرة، من بينهم صناع الأفلام في هوليوود، لرعاية المواهب المحلية.وقدمت السعودية حوافز سخية لجذب هوليوود وصناع الأفلام الدوليين الآخرين، بما في ذلك خصم نقدي بنسبة 40 بالمئة. كما أطلقت الصندوق السعودي للأفلام بقيمة 100 مليون دولار في فبراير الماضي، لتعزيز التعاون مع الاستوديوهات العالمية، وفقا لـ"بلومبيرغ".

وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رفع الحظر على دور السينما عام 2018 كخطوة أولى لتحريك صناعة السينما في البلاد ومحاولة تحويلها إلى مركز سينمائي في الشرق الأوسط.وبحسب "بلومبيرغ"، تأمل السعودية في ترسيخ جذور صناعتها الخاصة، بما يعكس قيمها وتقاليدها ويساعد في تعزيز المجتمع، حيث يمكن للمواطنين متابعة شغفهم الإبداعي.وأضافت أن نجاح المملكة والتحدي الأكبر الذي تواجهه الآن، يعتمد على قدرتها على استقطاب الأجانب ذوي الخبرة القادرين على رعاية المواهب المحلية وإظهار كيفية توسيع الصناعة، مشيرة إلى الاستوديو السينمائي الحديث الذي شيدته السعودية على مشارف العلا شمال غربي البلاد، والمقرر افتتاحه خلال وقت لاحق من هذا العام.

ونقلت "بلومبيرغ" عن ستيوارت ساذرلاند، الرئيس التنفيذي لشركة "سلتيك أرابيا"، التي شاركت في الإنتاج السعودي لفيلم "قندهار" لعام 2023، قوله: "تركز الدولة على بناء قاعدة من صانعي الأفلام المحليين، لكن يجب تعزيز ذلك من خلال وجود صناعة دولية قوية تأتي للتصوير هناك".وأضاف: "نقل المعرفة مهم بشكل لا يُحصى".

وفيلم "قندهار"، الذي أنتجته شركة "Thunder Road Films" ومقرها كاليفورنيا، هو واحد من عدد قليل من الإنتاجات الهوليودية الكبرى التي تم تصويرها في السعودية خلال السنوات الأخيرة.ومع ذلك، يتعين على فرق الإنتاج الأجنبية أيضا أن تتنقل بين القيود الثقافية والسياسية في السعودية، والتي تتعارض أحيانا مع جهود ولي العهد لفتح البلاد اجتماعيا بشكل أكبر، وفق "بلومبيرغ"، إذ يجب أن توافق السلطات على نصوص الأفلام.وفي وقت سابق من هذا العام، حكم على المنتج عبدالعزيز المزيني، وهو مواطن أميركي من أصل سعودي بالسجن لمدة 13 عاما والمنع من السفر بعد إدانته بتهم تتعلق بالتطرف.

وكان المزيني يرأس استوديو للرسوم المتحركة في البلاد، ولديه اتفاقية لمدة 5 سنوات مع منصة "نتفلكس"، حيث صدم الحكم العديد من المراقبين؛ لأنه المزيني أشيد به في وقت سابق باعتباره أحد النجوم الصاعدة بصناعة الترفيه المحلية، وفقا لـ"بلومبيرغ".

وكانت هوليوود تقترب بحذر من السعودية في السنوات القليلة الماضية، حيث استخدمت المناظر الطبيعية الخلابة بشكل كبير في أفلام مثل "قندهار" و"Cherry"، وهو فيلم أصلي لشركة آبل بطولة توم هولاند في دور محارب قديم، والذي تم تصويره في العلا وأصدر عام 2021.لكن لم يتم إكمال كافة مشاهد هذين الفيلمين في السعودية وأطر إلى التصوير في أماكن أخرى، وهي تفاصيل تأمل المملكة في التغلب عليها مع زيادة البنية التحتية المحلية والخبرة، وفقا لـ"بلومبيرغ".

ونقلت الوكالة عن المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة "فيلم العلا"، زيد شاكر، قوله إن صناعة السينما السعودية "على أعتاب تحول كبير، مدفوعا بالاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية وتنمية المواهب والتعاون الدولي".وأضاف: "بالنسبة لهوليوود وغيرها من المشاريع الدولية، فإن إنشاء روابط مع السعودية من شأنه أن يؤدي إلى مشاريع أكثر إثارة للاهتمام على المستوى الإبداعي، كما سيوفر عرضا لمنطقتنا على المسرح العالمي".

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
حقوق النشر © 2024 جميع الحقوق محفوظة - وكالة انباء النافذة