كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن عمليات بيع قطع آثار سودانية، نُهبت من المتحف الوطني في العاصمة الخرطوم، تضم تماثيل وأواني ذهبية وفخارية "لا تقدر بثمن".
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن تلك الآثار، التي جرى تهريبها خلال الحرب الدائرة في البلاد، تم تسويقها على موقع "إيباي"للتجارة الإلكترونية، على أنها آثار"مصرية".وحذّرت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو"، من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل إلى "مستوى غير مسبوق". وبحسب الصحيفة، "نُهبت آلاف الآثار، بما في ذلك شظايا تماثيل وقصور قديمة، خلال أكثر من عام من القتال، ووضعت الآثار الثمينة تحت رحمة اللصوص".
ويأتي تقرير "التايمز" بعد أيام قليلة من إعراب "اليونسكو"، عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، داعية إلى "بذل قصارى الجهود، لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غير المشروع".وتتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعًا أثرية من العصر الحجري القديم وعناصر من موقع "كرمة" الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.
ورغم حذف موقع "إيباي" عددًا من القطع، بعد تواصل الصحيفة معهم، يستمر الاتجار بالآثار السودانية المنهوبة، وسط تحذيرات من علماء الآثار بشأن تهديد مواقع تاريخية أخرى، مثل جزيرة "مروي"، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو.وجزيرة "مروي" عبارة عن مناطق شبه صحراوية بين نهر النيل ونهر عطبرة، معقل مملكة "كوش"، التي كانت قوة عظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد.
وحثت منظمة "اليونسكو" التجار وجامعي التحف على"الامتناع من اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان".واعتبرت أن "أي بيع غير قانوني أو تهجير لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية الثقافية السودانية وتعريض تعافي البلاد للخطر".