تنتظر امرأة تركية على أعتاب الخمسين من عمرها، نبش قبر قديم وفحص الحمض النووي لبقايا الجثمان، على أمل أن يكون لوالدتها الحقيقية التي تبحث عنها منذ 33 عاما.وولدت "نيلشاد بارماكسز" عام 1976 لأبوين بعد عام من زواج غير مسجل رسميا، لكن سرعان ما انفصلا، لتبقى الابنة الوحيدة برفقة والدها "محمد بارماكسز" الذي تزوج سريعا من امرأة أخرى، وسجل مولودته في السجلات الرسمية على أنها ابنته من زوجته الجديدة.
وعاشت "نيلشاد" 16عاما من عمرها، حتى عرفت الحقيقة، لتبدأ رحلة البحث عن والدتها الحقيقية التي انقطعت أخبارها، مع حرص والدها على عدم التواصل طوال سنوات مع أي أحد من أهل زوجته السابقة.
تحظى نيلشاد (49 عاما) بتعاطف في تركيا منذ أن ظهرت تفاصيل قصتها الحزينة للعلن في الفترة الماضية، وقد باتت قريبة بالفعل من العثور على والدتها الحقيقية، حتى لو كانت ميتة.وتقول نيلشاد التي تزوجت وأنجبت بنتا وتعمل في مجال تجميل السيدات في مدينة أنطاليا، جنوب تركيا، إنها تحلم بإضافة اسم والدتها الحقيقية إلى سجلاتها الرسمية، طالما أنها لم تتمكن من عناقها في الحقيقة.
وبعد كل تلك السنين، لم يتسنَ للمحكمة أن تبت بطلب الابنة لعدم وجود سجلات رسمية تثبت صحة ادعائها، كما أن قبر والدتها وتدعى "منيبة بيكجان" غير معروف على وجه الدقة رغم وجود تقرير رسمي بوفاة الأم مع فرق بسيط في حروف الاسم.لكن الابنة استطاعت الوصول لقبر بلا شاهد، في مدينة "نيفشيهير" وسط تركيا، تعتقد بنسبة كبيرة أنه لوالدتها، لتحصل على موافقة بفتح القبر وفحص الحمض النووي للجثمان، والبت في القضية التي رفعتها نيلشاد بحثا عن انتمائها لوالدتها في السجلات الرسمية.وتقول نيلشاد التي تصدرت معاناتها صفحات وسائل الإعلام التركية، إن والدها ظل يتجاهل إلحاحها وأسئلتها عن مكان والدتها طوال سنوات، وساهم تنقل العائلة من مدينة لأخرى، في صعوبة مهمتها، قبل أن تصل لمحطة قبل الأخيرة بعد33 عاما من البحث.
وحتى أقارب والدتها الذين استطاعت الاتصال بهم قبل سنوات، قدموا لها روايات متناقضة عن مصير والدتها، مثل الزعم أنها ماتت خلال سقوطها على درج، أو انتحرت، قبل أن ينقطع الاتصال بهم مجددا.وكانت الأم منيبة بعمر 18 عاما عندما أنجبت ابنتها "نيلشاد"، قبل أن تنفصل عن زوجها محمد بارماكسز، لسبب غير معروف، بينما تظهر صور عائلية قديمة أنها كانت تمتهن الغناء، دون أن تُعرف كيف وأين عاشت بعد الطلاق وحتى وفاتها غير المحددة بتاريخ دقيق.