"ثلاجة فخارية".. حرارة الصيف تدفع المغاربة إلى اقتناء "الخابية"
"ثلاجة فخارية".. حرارة الصيف تدفع المغاربة إلى اقتناء "الخابية"
11 Aug
11Aug
مع ارتفاع درجات الحرارة، انتعشت في المغرب تجارة الأواني الخزفية المُعدّة لتخزين وتبريد ماء الشرب، المعروفة محلياً باسم "الخابية" أو "البرادّة" لما لها من فوائد صحية عديدة، وقدرتها في إطفاء حرارة الظمآن.
وقال مهنيون في مدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية للمملكة) في حديث لـ"إرم نيوز"، إن الطلب على هذا الإناء الفخاري التقليدي - الذي يُصْنَع يدوياً من الطين الأحمر - تزايد مؤخراً بشكل لافت، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة؛ إذ بات ينافس وسائل حديثة في التبريد.و"الخابية" إناء طيني يُخزّن كميات كبيرة من الماء، ويمنحه مذاقاً عذباً. ويُحيي المغاربة هذه العادة القديمة سواء في البوادي أو الحواضر لمواجهة القيظ والعطش بطريقة مبتكرة.
وقالت زبونة في سوق "درب عمر" الشهير، إنها تفضل شرب الماء من "الخابية" خلال فصل الصيف عوض وضعه في الثلاجة، مشيرة إلى أن هذه الوسيلة التقليدية تعد آمنة لصحة الإنسان.وأضافت في حديث مع "إرم نيوز"، أنها تحرص على فعل ذلك منذ زمن طويل، موضحة أن سعر "الخابية" يتراوح ما بين 50 درهماً (5 دولارات) و60 درهماً (6 دولارات)؛ وهي في متناول الجميع. ولكي تزيد برودة "الخابية"، تُحيي بعض الأسر بعض العادات قديمة، حيث يوضع هذا الإناء وسط كيس يسمى محلياً بـ"الخيش" المصنوع من حبال طبيعية، كما يتم طلاء "الخابية" بمادة القطران لكسب مذاق منعش ومميز.
تقليد متوارث ومنافع عديدة
وقال الأستاذ الباحث في علم الاجتماع والخبير في الشؤون الاجتماعية والتراثية، علي شعباني، إن منتجات الفخار، وعلى رأسها "الخابية" تحظى بمكانة هامة في البيوت المغربية، خصوصاً خلال فصل الصيف. مشيراً إلى أن هذا الإناء الخزفي العريق باتت تتوارثه الأجيال بالنظر إلى منافعه العديدة.وأضاف شعباني في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن سر إقبال فئة واسعة من المغاربة على اقتناء "الخابية" يرجع بالأساس إلى المنافع التي وجدها العلم في هذا الإناء من قبيل تنقية الماء من الشوائب وتبريده بشكل طبيعي.
وبيّن أن "الخابية" والتي يُطلق عليها في بعض المناطق اسم "البرّادة"، تفرض نفسها بقوة في البيوت المغربية، رغم مظاهر العصرنة ووجود وسائل حديثة للتبريد، موضحاً أن وظيفة الأواني الخزفية لا تفنى، بل أضحى امتلاكها ثقافة تتوارثها الأجيال في البلاد.وفي سياق آخر، اعتبر الخبير الاجتماعي، أن الإقبال على اقتناء "الخابية" - والتي أُدخل عليها بعض التحسينات العصرية - يُنْعش تجارة بيع الأواني الفخارية ما يساهم في التنمية الاقتصادية لشريحة واسعة من العاملين في هذا المجال.