حذرت الخبيرة العراقية بالتغذية والصحة العامة، سحر المحمدي، من تنامي خطورة انتشار "مدونو الطعام" أو ما يطلق عليهم مصطلح Food bloggers وتأثيرهم في سلوكيات المجتمعات تجاه الطعام.وانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة "مدونو الطعام" على نطاق واسع، وهم مجموعة من "البلوغرات" الذين يشاركون الطعام سواء طرقهم في الطبخ أو تجاربهم في المطاعم مع المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي.
تقول، المحمدي، " إن "المنتجين للصناعات الغذائية وأصحاب المطاعم باتوا يستغلون مواقع التواصل للترويج لأنواع غير صحية من الأغذية، والتي تؤثر في ارتفاع نسب السمنة في البلاد عبر دفع المستهلك لاتباع أنظمة غذائية غير صحية". وأضافت، أن "الغالبية العظمى من برامج الطبخ التي كانت تبث سابقاً تركز بشكل رئيس على الأكل الصحي، وتقديم إرشادات للمجتمع تدفعه باتجاه اتباع نظام غذائي يقلل من نسبة السكريات والدهون، فضلاً عن كونها دليلاً ومحفزاً لتقنين الأكل والابتعاد عن الإفراط".
وأردفت الخبيرة، قائلة "لكن اليوم نرى عكس هذا بعد انتشار مجموعة من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يدفعون المجتمعات لشراهة الأكل عبر عرض أطباق دسمة وبكميات طعام مفرطة، فضلاً عن التشجيع على الحلويات التي تسبب السمنة وغيرها من الأضرار الصحية في حال الإفراط فيها، وهذا كله نوع من التجارة على حساب الصحة العامة للمجتمعات".
وأبدت استغرابها من ترويج "شابات بلوغرات وفاشنستات يعملن في مجال الدعاية والإعلان لمثل هذا النوع والكميات من الطعام، في حين أنهن يتبعن حمية غذائية وعناية بأجسادهن نظراً لطبيعة عملهن، وهذا يعد خداعاً للمتلقي".
وأشارت الخبيرة، إلى، حلوة "دبي" كنموذج رائج في العراق خلال الأيام القليلة الماضية، والتي أصبحت ترنداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي نوع من الحلويات التي تتكون من شرائح الكاكاو الصلب محشوة بالكنافة الممزوجة بالفستق الحلبي المطحون. وبينت، أن هذا النوع من الحلويات يحوي ما يقارب 760 سعرة حرارية، والتي تحتاج إلى السير لأكثر من 7 كيلومترات لحرقها".
في وقت، أكدت أن "الفود بلوغرز" باتوا يمتلكون قوة تأثير كبيرة على المتابعين، والمشكلة الكبيرة أن الغالبية العظمى يفتقرون للمعرفة بالصحة والأنظمة الغذائية، وهذا ما يجعلهم يروجون للأطعمة غير الصحية، وباتوا جزءاً من الخطر على المجتمع".