استأنفت الجامعات والمدارس في سوريا عملها بشكل طبيعي، بعد أيام من الإغلاق الذي فرضته الظروف الأخيرة؛ ما يعكس ملامح عودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد. ورافق ذلك انتعاش الحركة الاقتصادية، وازدحام الأسواق والشوارع، ليبدو المشهد وكأن دمشق تستعيد عافيتها تدريجيًّا.
وفي كليات الحقوق والشريعة والعلوم والهندسة بدمشق، بدأت أفواج الطلاب تتوافد لاستكمال إجراءات التسجيل، فيما عاد الطلاب القدامى إلى مقاعد الدراسة بعد فترة من الترقب والقلق.المشهد في الجامعات لم يخلُ من مظاهر الاحتفال، حيث أظهر الطلبة حماستهم بالتصوير وتبادل التهاني. في كلية الحقوق، على سبيل المثال، أقدم بعض الطلاب على وضع صورة للرئيس السوري السابق بشار الأسد على الأرض، كإشارة رمزية للتغيرات المتسارعة في البلاد.
الطلاب: من الخوف إلى الأمل
يصف "علي"، طالب السنة الثالثة في كلية الحقوق، الأسبوع الماضي بأنه كان كالحلم، قائلاً: "ما زلت لا أصدق أننا تجاوزنا هذه المرحلة الحرجة. كنا نخشى حربَ شوارع، لكن الأمور تحسنت بشكل مفاجئ". ويشاركه الأمل "مرح"، طالبة الأدب العربي، التي أكدت أنها عادت إلى الكلية بطمأنينة، ووصفت المشهد، أمام تمثال الأسد المحطم، بأنه لحظة تاريخية تستحق التوثيق.
التعليم في سوريا.. تحديات وفرص
رغم عودة المدارس والجامعات، فإن قطاع التعليم في سوريا لا يزال يعاني تبعات الحرب، بما في ذلك دمار عدد كبير من المدارس، ونقص الوسائل التعليمية، وانخفاض الرواتب، وازدحام القاعات بسبب النزوح والتبدلات الديموغرافية. ومع ذلك، يُنظر إلى إعادة فتح المؤسسات التعليمية كخطوة أساسية نحو التعافي.
بحسب الإحصاءات السابقة لوزارة التربية، يضم قطاع التعليم في سوريا أكثر من ثلاثة ملايين طالب في المدارس، ومليون طالب في الجامعات الحكومية والخاصة. وتُعد عودة هذه الأعداد الكبيرة إلى الدراسة مؤشرًا مهمًّا على استعادة البلاد لاستقرارها.
الآمال معقودة على استعادة مجد الجامعات السورية
ولطالما عُرفت الجامعات السورية، لا سيما جامعة دمشق، بتخريج شخصيات أدبية وعلمية عالمية. ومع ما شهدته العملية التعليمية من تدهور خلال سنوات الحرب، يأمل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أن تعود الجامعات السورية إلى سابق عهدها كمراكز تميز علمي وثقافي.
محمد البشير، رئيس الحكومة المؤقتة، أكد في تصريح له أن عودة المدارس والجامعات إلى العمل تُعدّ خطوة مهمة على طريق الاستقرار، مشيدًا بجهود الأهالي الذين حرصوا على حماية المؤسسات التعليمية من التخريب خلال الأيام العصيبة.بين مشاهد التفاؤل وتحديات الواقع، تبدو عودة الجامعات السورية إلى العمل إشارة إيجابية، تعكس تصميم السوريين على استعادة الحياة الطبيعية وبناء مستقبل أكثر استقرارًا.