"فتش عن المرأة".. دور خفي تلعبه "جيل بايدن" للبقاء في البيت الأبيض

يبدو أن المثل الفرنسي الشهير "فتش عن المرأة" أصبح فرضية أساسية يحاول بها مراقبون سياسيون حول العالم تفسير الإصرار غير العادي من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن على خوض السباق الانتخابي المرتقب في نوفمبر المقبل لتحديد اسم سيد البيت الأبيض الجديد.

وبينما يقاوم بايدن بشدة الضغوط الهائلة التي يمارسها عليه نافذون في الحزب الديمقراطي من أجل التنحي لصالح مرشح آخر عن الحزب بعد أدائه "الكارثي" في المناظرة التي جمعته بخصمه الشرس دونالد ترامب، تتجه الأنظار إلى قرينته جيل بايدن بوصفها صاحبة الدور الخفي في تمسكه بأمل البقاء على رأس أقوى دول العالم، حتى لو تراجعت فرصه في الفوز على نحو مخيف.  وتصور البعض أن "جيل" ربما تنصح زوجها بالتنحي بعد فوز ترامب الساحق عليه في المناظرة، إلا أنها بدت غاضبة من هذا الافتراض مؤكدة "لن ندع تلك الدقائق التسعين تحدد السنوات الأربع التي قضاها جو رئيسًا". وأضافت بنبرة مشوبة بالتحدي والعناد "سنواصل القتال". 

وبحسب تقارير صحفية غربية، فإن جيل بايدن أصبحت "اللاعب الأكثر تأثيرًا" في الإدارة الأمريكية الحالية وصاحبة الكلمة الأهم التي ينصت إليها الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا، والذي يواجه صعوبة في صعود سلم الطائرة مع مشكلات كثيرة في قدراته الذهنية و" زلات لسانه" التي لا تنتهي. ويعد الطموح الشديد وقوة الشخصية والإرادة الحديدية وعدم تقبل الهزيمة سمات أساسية لفهم شخصية السيدة الأمريكية الأولى التي تبلغ من العمر 73 عامًا، وكانت المحرك الأساسي لمعظم إنجازات زوجها السياسية.كما اعتادت أن تكون "قوة دافعة" في وقت الأزمات من أجل حثه على عدم التراجع في كل محطة من محطات حياته الممتدة، حين تلوح أشباح الإخفاق والتعثر في الأفق. 

من هي "جيل جاكبز"؟

ولدت جيل، التي كانت تحمل اسم "جاكبز" قبل اقترانها ببايدن، في ولاية نيوجيرسي العام 1951 وكانت الابنة الأكبر على أربع شقيقات. ومنذ اللحظة الأولى التي وقعت فيها عينها على "جو" أدركت أنه سيتعين عليها فعل الكثير معه إذا أرادت أن تكمل الحياة مع هذا الشخص الذي كان صديقًا لأخيها. تقول "كنت أواعد شبابا يرتدون بناطيل جينز وصنادل وقمصانا قطنية، ثم وصل هو إلى باب بيتنا مرتديًا جاكيتا رسميا وحذاء جلديا، فقلت لنفسي: يا إلهي، لن نتفاهم ولا حتى بعد مليون سنة".وأضافت في حوار صحفي "ولكننا خرجنا معًا لنشاهد فيلم رجل وامرأة في فيلاديلفيا، وانسجمنا جدا".

وكشفت أن "جو" عرض عليها الزواج خمس مرات قبل أن توافق، موضحة أنه لم يكن بمقدورها أن تتسبب بأن يخسر أولاده. أما ثانية. لذا كان عليها أن تكون متأكدة مئة بالمئة من قرارها.وتم زواج جيل وجو في 1977 بعد حادث أليم مؤلم فقد فيه جو بايدن زوجته الأولى "نيليا" وابنته "ناعومي" لتصبح الزوجة الجديدة بمنزلة الأم الجديدة لابنيه "هانتر" و"بو" والتي وثقت رباطهما بإنجاب ابنتهما "آشلي".

  وعلى مدار ما يقرب من نصف قرن من الزواج، كانت "جيل" بمنزلة "كلمة السر" في رسم ملامح تجربة الزوج السياسية، بداية من الاستمرار بمجلس الشيوخ، أو الترشح للانتخابات الرئاسية مرات عديدة وإخفاقه، مرورًا بقبوله منصب نائب الرئيس في إدارة باراك أوباما لمدة 8 سنوات.وبانتهاء حكم أوباما العام 2016، تصور كثيرون أن تلك هي نهاية مشوار بايدن السياسي لا سيما أنه بلغ مرحلة الشيخوخة وأن زوجته كانت صاحبة التأثير الأكبر في قرار ترشحه للرئاسة. وبعد تصريح بايدن الأخير أن القوة الإلهية" وحدها هي ما يمكن أن تمنعه من الترشح لفترة ثانية، تشير الأصابع إلى زوجته التي استطاعت إقناعه بمخالفة تعهداته في بداية ترشحه للفترة الأولى، إذ أكد للناخبين عزمه على أن يكون وجوده في البيت الأبيض لفترة واحدة يسلم بعدها القيادة لجيل