تعلّق الأبناء بالأمهات أكثر من الآباء هو ظاهرة شائعة في العديد من الثقافات، وكشفت عدة أبحاث ودراسات أجريت على مدى سنوات طويلة عن بعض العوامل الرئيسة، التي تلعب دورا أساسيا في هذه العلاقة.
وفي حين يرى البعض أن الأمهات يوفرن رعاية عاطفية واهتمامًا متواصلا لأبنائهن منذ الولادة، ما يعزز من ارتباط الأبناء بهن، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن الأدوار التقليدية في الأسرة وتوقعات المجتمع تلعب دورًا في تعميق هذه العلاقة العاطفية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" على لسان الخبراء، فيما يأتي أهم أسباب تعلق بأمهاتهم:
الارتباط العاطفي المبكر
من المعروف أن الأمهات يقضين وقتًا أطول مع الأطفال منذ ولادتهم، ما يعزز الروابط العاطفية القوية بين الأم وابنها.
ومن جهة أخرى تميل الأمهات إلى توفير الرعاية والاهتمام العاطفي والبدني بشكل أكبر للأطفال، وهذا ما يجعل الأطفال يتعلقون بأمهاتهم أكثر من آبائهم.
الدور التقليدي للأم
في العديد من الثقافات، يُنظر إلى الأم كرمز للرعاية والحنان، بينما يُنظر إلى الأب بشكل أكثر اتساقًا كرمز للسلطة والتوجيه.
وهذا التوزيع التقليدي للأدوار، يمكن أن يؤثر على كيفية تعلق الأبناء بأمهاتهم.
الاستجابة العاطفية
الأمهات قد يكون لديهن استجابة عاطفية أقوى وأكثر مرونة في التعامل مع مشاعر الأبناء، ما يجعلهم يشعرون بالأمان والراحة أكثر حول أمهاتهم.
التوقعات الاجتماعية
يتوقع المجتمع من الأمهات تلبية احتياجات أبنائهن بشكل أكبر من الآباء الذين يغيبون لفترات أطول عن المنزل بحكم العمل، لذا تواجه الأم مشاكل أطفالها وتوجههم، وتقدم لهم الدعم العاطفي، ما يعزز من العلاقة الوثيقة بينهما.ورغم صحة الدراسات السابقة، فإن هذا لا يعني أن الآباء ليس لهم دور مهم في حياة الأبناء، فدور الأب مكمل ومهم، ويعتمد التعلق بالأب أو الأم على الظروف الفردية والعائلية، بحسب ما يؤكده الخبراء النفسيون في هذا المجال.