في مبادرة فريدة من نوعها، وفرت جامعة «كنغز يونيفيرسيتي كوليدج» في مقاطعة لندن بكندا فرصة للجالية الإيزيدية المقيمة هناك لعرض صور من اختيارهم، تعكس للزوار ما عاشوه من معاناة على يد تنظيم داعش.
تأتي هذه المبادرة كوسيلة للتخفيف من صدماتهم النفسية بعد فقدان أفراد من أسرهم وأقاربهم، في وقت يقيم فيه أكثر من 1400 إيزيدي غادروا العراق.
ويشير التقرير الذي نشره موقع «كاثوليك ريجستر» إلى أن كل من البروفيسور كاري تراهير وزميلته ليزا ماكلين، اختصاصيي العلوم العلاجية في جامعة «كنغز كوليدج»، أطلقا في 16 أيلول مبادرة إقامة معرض صور «فوتو فويس» (Photovoice). يتيح هذا المعرض للإيزيديين المقيمين في كندا والقادمين من العراق عرض صور تحكي معاناتهم، مع عقد جلسات حوارية بالتزامن، يطلع خلالها الحضور على ما مر به الإيزيديون من تجارب مريرة على يد مسلحي داعش، مستمعين إلى هذه التجارب من أبناء الطائفة الإيزيدية أنفسهم.
وشاركت 13 امرأة إيزيدية في المعرض بصور من اختيارهن، تعبر بشكل واضح عن آلامهن، معززة بنصوص توضيحية تحكي عن الألم والحزن الذي لا يزال يعيشه الناجون من حملة الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش ضدهم عند اجتياح مناطقهم في سنجار عام 2014.
ويشير التقرير إلى أنه، في الوقت الذي كان فيه موضوع الإيزيديين والمسيحيين يتصدر عناوين الصحف العالمية في عام 2014، فإنهم الآن منسيون إلى حد كبير من جانب الإعلام الدولي.
استقبلت كندا أكثر من 1400 إيزيدي، غالبيتهم يقيمون في تورنتو، ومقاطعة لندن، وونيبغ، وكالغاري. ويقول المشاركون في المعرض إن الصور تمثل وسيلة لتعافيهم وعلاجا نفسيا لهم.
ليلى، إحدى المشاركات في معرض الصور، وهي أرملة لسبعة أطفال، قالت لموقع «كاثوليك ريجستر»: «أحببت فكرة معرض فوتو فويس. لقد فقدنا كل شيء: بيوتنا وأحباءنا وأراضينا ومصادر معيشتنا.
كل ما نستطيع فعله الآن هو نشر قصتنا، ونعرف العالم بما حصل لنا. وما فعله داعش بنا قد يحصل لكل شخص».
ساهمت ليلى بصورة لأفراد عائلتها المفقودين. وبسبب تعلقها العميق بهم داخل قلبها، فهي متلهفة لتعلم ما حصل لهم. حيث توفي بعضهم أثناء أسرهم من قبل داعش ودُفنوا في مقابر جماعية غير معلومة، فيما ما يزال آخرون على قيد الحياة، لكنهم يعيشون في نزوح مزمن داخل العراق في مخيمات.
كانت ليلى قد قضت سنتين وهي أسيرة لدى داعش، وكبقية النساء الأخريات تحت قبضة التنظيم، عانت من التعذيب والضرب اليومي والاغتصاب. وكانت محظوظة في التخلص من أسرها بعد أن دفع أفراد من أسرتها فدية مالية للمسلحين من أجل حريتها.
شيرا، امرأة إيزيدية أخرى، وهي أرملة وأم لولدين، شاركت في مشروع المعرض بصور تعكس تعابير ومعاناة مشابهة لصور زميلاتها الأخريات.
تقول شيرا: «المعرض أعطاني فرصة عظيمة لكي أذهب هناك وأشارك الناس قصتي. إنه شيء مهم بالنسبة لي أن أوعي الآخرين بما حصل من إبادة جماعية بحق الأيزيديين وعواقبها».
ومضت تقول: «سيبقى قلبي حزينًا دائمًا ما دمت لا أعرف ما حصل لأفراد عائلتي الذين ما يزالون في عداد المفقودين ولا أعرف شيئًا عن مصيرهم».
إيمان السيد، مديرة أعمال المشروع في قسم رعاية الوافدين الجدد لمقاطعة ساوث لندن، تأمل في أن يكون هناك برنامج آخر يركز على معالجة الجانب النفسي للمتضررين من الأيزيديين.